فيما كانت تلك الليلة الاعتصارية التي خيمت على سماء العراق ودارت احداثها في المنطقة الخضراء بمخرجاتها وما ادته الى استشهاد كوكبة من العراقيين بمختلف انتمائاتهم .. وبما جعل الناس تقف مذهولة من هول الاحداث وسرعت تفاقمها ..
بمعزل عن التفسير الانوي او الشخصي او التمني الخفي او المعلن .. ان ما سال من دم هناك افزع الضمير في ظل عقود من الاستبداد والقتل والتهجير والفساد .. وجعل الأمور تسير باتجاه آخر .. يقول بعض العارفين بالاكمة وما وراؤها .. ان ازيز الرصاص قد اسدل الستار على مرحلة تمهيدا لمرحلة ما يمكن ان يسمى ( بطاولة الاعجاز ) في ظل دبلوماسية فرضها ازيز الرصاص وربما حرمة الدم المسال ..
ذاك على صعيد النظام والقوى الحاكمة والمتحكمة والمسيطرة كاحزاب وكتل حضرت بعد 2003 وعلى انقاضها بعناوين مختلفة .. لكنها تشابهت باشتراكها في الحكم والإفادة منه على حساب الشعب ..
فيما يتعلق بالامنيات الشعبية والرؤى المجتمعية سيما النخبوية منها قد بلغ السيل الزبا فيما عاشته وتجرعته دون ان تتناساه مما جعل النسيان عصي بل وإمكانية الامل في انتزاع شيء لصالح المجتمع من انياب السلطات الحالية يعد اشبه بالمحال .. مع ان السياسية لا محال فيها ولو مؤقتا ..
من المعيب التحدث عن مباديء واخلاقيات وعدوات دائمة .. ففي الحراك المصلحي الفئوي او الكتلوي او الطائفي او القومي … او أي عنوان يمكن له ان يكون بديل عن الخيمة والفضاء الوطني .. سوف يغير المشهد جذريا ويمكن للازيز ان يتحول صوت ناي او ربابة .. في ظل ( اطلابة ) فساد لا يمكن ان تبقى قائمة الى الابد ولا يمكن السكوت عليها تحت أي عذر كان ..
فالايام القادمة وربما الأشهر التي تلوها .. ستكون محطة انتظار وتامل وتمعن … في الصور المتحركة والعناوين المرفوعة لا من اجل التصفيق والرقص على طبال السياسة .. بل لوضع اليد على الظهر وشد الحزام وشحذ الهمم ورفع الاكف لوقف نزف الأموال وضياع الوطن وتخريب البلاد وجزع العباد .. كي نتخلص ولو مؤقتا من تبعات سياسة التخريب المتعمد المجتاحة للوطن منذ سنوات طوال .. والا فالانطلاق بمرحلة ما بعد دبلوماسية الازيز التي سوف لن يكون بعدها وقف للازيز ..
والله من وراء القصد وهو ارحم الراحمين !!