مامن شك في براعة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وقدرته على القيام بدور سياسي متفرد لانظير له في وقت تعصف بالعراق والمنطقة والعالم ازمات سياسية وامنية واقتصادية حيث اثبت السيد الحلبوسي انه جزء من معادلة الحل وتصحيح المسار خاصة حين تقدم وبكل شجاعة بتقديم استقالته ليمنح الاخرين فرصة النظر في الامور ومعالجة القضايا العالقة لكن الرد جاء، قويا من البرلمان وبقية القوى الفاعلة برفض الاستقالة وتجديد الثقة ودعم الرئيس في مهمته الصعبة التي يواجه فيها تحديات لامثيل لها.
قال رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي: بغداد تستحق أن تُكتب باسمها وثيقة سياسية تكون بمثابة حل شامل للأزمة في العراق، لذلك أدعو مخلصا قادة القوى السياسية وزعماء البلد إلى الجلوس حول طاولة حوار في مجلس النواب وسنكون جميعا مساندين في السلطة التشريعية بحضور الرئاسات ومجلس القضاء الأعلى والمحكمة الاتحادية لإيجاد مخرج للبلد وإعادة تبني الجميع لمسؤولياته أمام المواطنين، وسيكون هذا الأمر على عاتق رئيس المجلس ونوابه وبمساندة السيدات والسادة النواب للتحرك على كل القوى السياسية لإبراز دور بغداد وأهلها مرة أخرى؛ لأنها تحتاج إلى ورقة جادة في هذا الوقت. إنتهى.
هذه الكلمة تأتي بعد وقت قليل من انتهاء اعمال مجلس النواب العراقي في جلسته التي عقدها الاربعاء واعاد تجديد الثقة الكاملة برئيس المجلس السيد محمد الحلبوسي وتضمنت معان عميقة ودولة على وعي سياسي كبير ورؤية واضحة وتصور متكامل للتحديات المقبلة وضرورات المواجهة ومايمكن لمجلس النواب القيام به من اجل ديمومة الحياة التشريعية والسهر على تطبيق القوانين التي يشرعها المجلس ويراقب تنفيذها وايضا التاكيد على قيام اللجان البرلمانية بواجباتها والتاكيد على ضرورة الالتزام بالدوام الرسمي في مؤسسة البرلمان لتعويض فترة التوقف الاضطرارية التي جاءت استجابة لظروف المرحلة السابقة ولفسح المجال امام القوى الفاعلة للقيام بدورها في ايجاد حلول للمشاكل السياسية في البلاد.
النجاح الذي حققه الحلبوسي يمثل نجاحا للعملية السياسية وللعراق كدولة تستعيد دور الريادة بهدوء رغم الازمات وهو بلد يستحق ان يعود ويمارس دوره الانساني كعضو في المجموعة الدولية وبالتالي فان دعم البرلمان له ورفض الاستقالة دليل قناعة وطنية راسخة بهذا الزعيم السياسي وثقة كاملة بمايمكن ان يقوم به خلال الفترة المقبلة ورسالة من ممثلي المكونات كافة بان الحلبوسي ممثل الجميع وهو اكبر من ان يكون اسيرا للانتماءات الضيقة.