لماذا نشأ الجدال ؟
« كيف يمكن ان تكون هنالك مناقشات حرة حول المسائل الفلسفية في بلادكم اذا كنتم لا تعترفون إلا بنظرية واحدة ـ هي الماركسية ؟ » هكذا سألني ، مرة ، مثقف بلجيكي شاب يزور موسكو . فاجبت بأن الثقة التي نضعها نحن الاناس. السوفيات في صحة تعاليم ماركس قد عززتها وقائع عشرات من السنين ، ولكن هذه التعاليم لا تهيء ، بايه حال ، اجوبة نمطية جاهزة للمسائل كافة . بل انها بالعكس ، توفر الاساس لاكتشافات جديدة وتحفز الاذهان الى البحث والتحري . وعندما تكون هناك ابحاث ، فلابد ان تنشأ وجهات نظر مختلفة . اني لم يتح لي الوقت لازود صاحي بعض الوقائع – فانها كثيرة !
كنت استطيع اليوم ، مثلاً ، ان اضع امام زائر نا مجموعة من ( مسائل الأدب ) ، وهي ـ مجلة ـ تجري فيها مناقشات باستمرار . واحدى هذه المناقشات ، حول « علم الجمال والحياة » ، قائمة على قدم وساق في الوقت الحاضر ، واود ان اروي لقرائنا شيئاً عنها . أن الملاحظات الآتية ليست إلا الانطباعات الذاتية لاحد المشاركين في المناقشة . وهي لا تتعرض لجميع المشاركات أو للمسائل التي طرحت كافة . لقد استهل المناقشة طالبان في علم الجمال . فـ « حول الجمال » كان عنوان مقال لكورنيلي زيلنسكي ، وهو ناقد سوفياتي بارز . وقدم الجمالي الشاب الكساندر ليبيديف مقالا بعنوان « النظرية والتطبيق » هاجم فيه ، بقوة ، نواقص ابحاث كثيرة في علم الجمال . وفي العدد التالي ظهر مقال لفلاديمير رازومني ، احد المؤلفين الذين انتقــد ليبيديف آثارهم ، وآخر للمدرسي البلغاري بانتيلي زريف . وتلقى المحررون سيلا من المواد الجديدة وردود الفعل من مختلف انحـاء الاتحاد السوفياتي ومن الخارج . وتطور الامر الى مناقشة ضخمة للافكار الجمالية الحديثة الصلة بين علم الجمال والحياة ـ ذلك ما الف الموضوع الرئيس للمناقشة ويلاحظ زيلنسكي : « أنه ليس من المصادفات ان تطرح في بلادنا ، في الصحافة ، في المدارس ، في العلم ، في الحيـــاة العامة ، في كل مكان ، مسألة الجمال اننا نريد ان نبني الحياة طبقاً لقوانين الجمــال … » . ويكتب كينادي سولوفيوف وهو من كبار الثقاة في التراث الجمالي لماركس وانكلز ، عن « عالم الجمال » ، الذي يبنيه شعبنا . « . . . ان الكلمات وحدها لا تكفي للتحسس الجمالي الفعال ، وعلى العموم لجميع ممارساتنا الجمالية الواعية المنظمة . وهذا هو بالضبط –
السبب في ان تنتقل قوانين الجمال الموضوعية الى مركز المناقشات الدائرة حول ” علم الجمال »

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *