بقلم | الكاتب صادق السامرائي
الأواني تنضح بما فيها , فإن حوت شرا إنسكب حولها , وإن كان فيها خير عمّ أرجاء مكانها , والشر محّاق يفتك بالأشياء والموجودات التي يتفاعل معها , وقد يواجه بشرا أعتى منه , فيزداد شرا به لأنه قد إستثمر طاقة الشر التي إكتسبها منه.
والسلوك البشري يخضع لقانون لكل فعل رد فعل , قد يتفوق عليه بالمقدار وإن عاكسه بالإتجاه , وذلك يخضع لتأثيرات الفعل وما يترتب عليه من إنفعالية سلبية ذات إنطلاق شديد.
وفي جميع الأحوال فأن فعل الشر سيرتد على فاعله بقوة متباينة الشدة والإقتدار , ولا يمكنها أن تكون مساوية لمصدر الشر , وإنما متفوقة عليه في ردها وتأثيراتها.
وهذا واضح في الحروب والسلوكيات العدوانية الحاصلة بين الدول والأطراف الأخرى المتصارعة , فلا يوجد هدف خامل مهما توهمنا , ولا يوجد هدف ضعيف أو عاجز , ذلك أن العدوان سيطلق ما في البشر من طاقات المقاومة والثار والإنتقام , وهذه الطاقات سريعة التكون عنيفة الإتجاهات وذات قوة إندفاعية هائلة.
ولهذا تتابع ردود عدوانية شرسة على أي عدوان تقوم به حالات , كان ينظر إليها بعين الضعف قبل العدوان عليها , لكنها تأسدت وتمكنت وصارت قوة لها حسبان.
وعليه فأن سلوك الشر لا طائل من ورائه , لأنه خسراني تدميري لكافة الأطراف , ولا يحقق ربحا أو نصرا , فجميع أطرافه خاسرة في زمن الأسلحة الفتاكة التي تمحق البشر والعدوان.
أما في زمن المسيرات , فحدث ولا حرج , وإنها لعبة الألعاب.
وستتحول المنطقة إلى ساحة للهجمات التي ستتساقط من السماء.
وإن النيا لفي حرب سعورة , وتمضي إلى ميادين سقر.
بعد أن صارت العقول منابع شرور بأفكارها ومتغيراتها , وكأن الدنيا على شفا جحيمات الثبور!!