الوطن هو الارض التي يولد فيها الانسان ويعيش فيها ايضا ويكون للمواطن انتماء الى الارض التي ولد وعاش فيها وهي موطن اجداده واباءه , وبالتالي فهو يشعر بالانتماء الى الوطن ويكون على استعداد للتضحية من اجل حمايته وقد سرد لنا التاريخ حكايات كثيرة منها عن تضحيات من اجل الوطن تصل الى حد التضحية بالذات مثل حكاية الفلاح الروسي الذي ضحى بيده اذ قطعها بالمنجل الذي كان به يقطف المحصول عندما كلف المقبور نابليون جلاوزته بكتابة اسمه على يد الفلاح وذلك بالكي بالنار وبالة حديدية والسبب انه لم يعر اهتماما لنابليون وجيشه اذ قال له لا يعنيني من تكون وانك غاز وعدو ردا على سؤال نابليون له لماذا لا تهتم بنا الا تعرف من انا وحكاية اخر ضحى بابنه الصغير بعد ان طلب منه الغزاة لبلده ان يزودهم بالمعلومات عن موقع جيش بلاده، فقال اخشى ان هذا الصبي يخبر الجهات الرسمية واتعرض للمحاسبة , فقتل الغزاة المجرمين الصبي وهو ابنه وعندما طلبوا منه ان يزودهم بما يريدون بعد قتل الصبي أجاب انه يخشى لو قتلت لآني لم اعطيكم المعلومات ان يقوم الصبي بتزويدكم بها ولذلك بإمكانكم قتلي الان وانا مطمئن فقال نابليون قولته المشهورة بلد هكذا مواطنيه لا نستطيع ان نهزمه, وفي حادثة حصلت مع حلاق الرسام الشهير بيكاسو , في سنة 1944تعرف الفنان العبقري بيكاسو إلى حلاقه الخاص Eugenio Arias, ونشأت صداقة عميقة بينهما، وظلت هذه العلاقة قائمة حتى وفاة بيكاسو سنة 1973.
فالحلاق من أصل اسباني مثل بيكاسو ويعيش مثله فى فرنسا. كان يرفض أن يتقاضى أجرا عندما كان يحلق شعر صديقه، فكان الرسّام يكافئه بأن يهديه بعض لوحاته . جمع الحلاق بهذه الطريقة 60 لوحة من لوحات بيكاسو .
وبعد وفاة هذا الأخير , سارعت المتاحف العالمية الكبرى تعرض على الحلاق ملايين الدولارات لشراء هذه اللوحات , لكنه رفض هذه الإغراءات ماذا فعل بهذا الكنز الذي قدّمه له صديقه بابلو, قدّمه إلى قريته الإسبانية الصغيرة Buitrago del Lozoya التي تقع شمال العاصمة مدريد .
وهكذا ضحّى بملايين الدولارات لكي يرفع من شأن قريته ويجعل منها مقصدا سنويا للملايين من عشاق بيكاسو، فساهم في خلق نشاط اقتصادي كبير لهذه القرية، بدلا من أن يحقق ربحا شخصيا له، بإقامة متحف يحتوي هذه اللوحات النادرة ليكون مقصدا للسياح من كل أنحاء العالم .
توفي حلاق بيكاسو في العام 2008 وقد ودّعته بلدته الصغيرة و أسبانيا كما يُودَّع الأبطال ولم يزل متحفه الذي أفتتح في العام 1985 والمسمى “متحف حلاق بيكاسو” مفتوحا في قريته. وقد تحولت هذه القرية الإسبانية الصغيرة إلى أهم الأمكنة السياحية في اسبانيا وتحوّل أر ياس الى أشهر وأنبل حلاقي العالم بعدما كان منسيّاً ككلّ الفقراء !!, هكذا هم الوطنيون وهم بذلك يختلفون عمن يفضلون البلد الاجنبي على بلادهم هو وطنهم ولدوا فيه وعاشوا هم وابائهم واجدادهم ولكن الخيانة جبلت فيهم النبل الذي يسكن الروح هو أكبر من كل الشهادات الأكاديمية وهو ما يصنع الأشخاص وهناك من يخون ويسرق امته ووطنه بل حتى اهله بثمن بخس جدا ولا يدري انه لو ترك ما سرقه للمصلحة العامة لكان نفعه أعلى له وللناس أجمع ولكن غلت عليه مقولة الأنانية المدمرة للأوطان (أنا ومن بعدي الطوفان ) .
عبارة أباحت بها زوجة لويس الخامس عشر وقصدت بهذه العبارة بأنه لا يوجد ما هو مهم بوجودها أو من بعدها لا القصر ولا الكون حتى ولا كل من فيه، والآخرون فيذهبون إلى الجحيم.