مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي
من الطبيعي جداً أن تجد آلاف المبررات للثورة على النظام الدكتاتوري الشمولي.
لكنك في الغالي لا تجد أنصاراً كثر لها. غير أنهم قطعاً ويقينا خلص وشجعاناً .!وقائد هذه الثورة غالبا ماتجده محل تعظيم وتوقير من أحرار العالم .
بينما الثورة على النظام الديمقراطي أمر معقد قد تنعدم فيه مبرراتها ، وتنتفي مسوغاتها ، ولاتحظى بالحماسة والتأييد اللازم على مستوى الرأي العام الداخلي. لاعتبار أن النظام الديمقراطي في العادة ينقسم فيه الرأي العام _وبالأخص على الصعيد السياسي _الى عدة أقسام , إما عبر الأحزاب والتنظيمات التي يسمح لها بالعمل والتنافس للوصول الى السلطة،
أو من خلال المنظمات والنقابات والجمعيات الرسمية وغير الرسمية العاملة في البلد .وكثير ما تمنح الديمقراطية حالة من الانفلات في التعبير عن وجهات النظر والمتبنيات.
فتتراجع في ظلها قيمة الرأي والموقف الصائب لحساب الصخب وللضجيج الفكري وضحالة الرؤية.
حتى يصبح رأي الجاهل والعاقل على حد سواء ، وهو مايفسر لنا غياب القيادة الكاريزمية فيما يسمى بالثورات في ظل الأنظمة الديمقراطية.
وهذا لايعني استحالة أن تقوم ثورة في النظام الديمقراطي ، ولكن كما أسلفنا إن فرص قيامها ضئيلة للغاية . إلا في حالة واحدة وهي الثورة المبنية على إطروحة أيدلوجية مغايرة لما عليه نظام الحكم في ذلك البلد.
وهنا لابد من وجود قيادة كاريزمية استثنائية للثورة .
هذه القيادة تتمتع فكر أصيل ،ونظريات تجديدية، ونفوذ في النفوس ،وشجاعة بالغة ، واقدام يدفع بها لان تكون في مقدمة الثائرين واكثرهم استعدادا لتحمل تبعات الثورة.
فالقيادة دون فكر وقدرة على تقديم البديل الفكري والايدلوجي لاتعدو كونها
{{ممارسة هواية}}.