يستذكر شعبنا العراقي الصابر هذه الأيام ذكرى انتفاضة تشرين المجيدة هذه الانتفاضة التي زلزلت الأرض تحت أقدام الفاسدين والفاشلين الذين هيمنوا على مقاليد الأمور في البلاد فأشاعوا الفساد والسرقات وامتهنوا القتل والاغتيال والتهجير والإقصاء والاجتثاث وظلموا الشعب وأفقروه وجوعوه ولم يقدموا له ابسط الخدمات واستخفوا بحقوقه التي تضمنها الدستور وسلبوه حريته وكرامته ولم يقدموا للشعب والوطن أي انجاز يذكر طيلة التسعة عشر عاما من هيمنتهم على العملية السياسية الكسيحة التي جاء بها الاحتلال الأمريكي والتي استندت الى الطائفية والمحاصصة المقيتة في تقاسم المناصب والمغانم فلم يبنوا بنيان ولم يطوروا أية قطاع بل على العكس دمروا التعليم والصحة والقضاء والصناعة والزراعة وباعوا النفط للشركات الاحتكارية عبر ما سمي بجداول التراخيص السيئة الصيت وانجازهم الوحيد هو الفشل والفساد وسرقة أموال البلاد والعباد فكونوا لهم إمبراطوريات اقتصادية كبرى من أموال الشعب المنهوبة , لقد كانت انتفاضة تشرين صفعة قوية على وجوه ساسة الفشل والفساد ولولا جانحة كورونا ولولا الجرائم الوحشية التي ارتكبتها قواتهم وميليشيات أحزابهم الوقحة التي تمثلت في عمليات القتل الوحشية باستخدام مختلف الأسلحة وعمليات الاغتيالات والاعتقالات والتهديدات وتفجير منازل الناشطين لكان للانتفاضة نتائج كبرى كانت ستغير الواقع السياسي والأمني والاقتصادي المتردي للبلد وتحاسب الفاسدين وسارقي أموال الشعب وقاتلي أبنائه لكن الانتفاضة التي حاولوا وأدها بالقوة المفرطة الغاشمة وبتواطؤ حكومي ميليشياوي كما ساعدت جانحة كورونا في التأثير على استمراريتها ومع كل العنف الذي مورس بحق المنتفضين وكل الجرائم الوحشية التي ارتكبتها أحزاب الفشل والفساد والقتل والتي تسببت باستشهاد أكثر من ثمانمائة شهيد وخمسة وعشرون جريح ومعاق وهي أرقام مهولة لو حدثت في أي بلد لقلبت الأمور رأساً على عقب ولأسقطت أحزاب ورؤوس كبيرة ومع كل هذه الجرائم لن تتمكن أحزاب الفشل من إطفاء وهج الانتفاضة نعم هي خفتت لكنها لن تنتهي وبقيت جذوتها تستعر في قلوب وعقول المنتفضين , ومع كل هذا الإجرام والاستخدام المفرط لمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسط وقنابل الدخان المحرمة إلا ان الانتفاضة حققت نتائج ملموسة تمثلت في إسقاط حكومة عادل عبد المهدي وتشكيل حكومة جديدة مهدت لإجراء انتخابات مبكرة ونجحت في تغيير قانون الانتخابات وتشكيل مفوضية انتخابات جديدة وطالبت بتقديم قتلة المتظاهرين للقضاء لينالوا عقابهم المستحق والذي حدث فعلا هو تغيير قانون الانتخابات وتشكيل مفوضية انتخابات جديدة وتحديد موعد للانتخابات التشريعية المبكرة .
محاسبة القتلة
وللأسف الشديد ولضعف حكومة ألكاظمي التي اخلفت حكومة عبد المهدي فلم يتم تقديم قتلة المتظاهرين والناشطين للعدالة والى أيامنا هذه حيث تم التستر على القتلة لنفوذ بعض الأحزاب والكتل السياسية ولم تتم محاسبتهم رغم أنهم معروفين للمتظاهرين وللقوات الأمنية , وفي هذه الأيام ونحن نعيش أحداث أيام انتفاضة عاشوراء يستذكر أبناء تشرين ذكرى انتفاضتهم الميمونة عام 2019 متوعدين بالسير على نهج شهداء الانتفاضة الأبرار ومجددين العهد على إكمال مشروعهم الوطني الداعي الى التغيير الكامل للعملية السياسية المشوهة التي جاء بها المحتل وإبعاد كل الفاسدين والفاشلين والقتلة عن المناصب المهمة في الحكومة المقبلة ومن خلال انتفاضة شعبية كبرى استمرارا لانتفاضة عام 2019 تقلع جذور الظلم والفساد والقتل والفقر والجوع وتحاسب الفاسدين والفاشلين الذين استهانوا بدماء العراقيين وسرقوا أموالهم ودمروا وطنهم أذلوا شعبهم وجوعوه وقتلوه وتقدم قتلة رفاقهم الشهداء الذين سقطوا على طريق الحرية والكرامة في انتفاضة عام 2019 الى العدالة وما التظاهرة الكبرى التي خرجت في ساحة الفردوس قبل أيام إلا المقدمة والمدخل لانتفاضة شعبية جديدة كبرى تتفجر في ذكرى انتفاضة تشرين الخالدة يوم 1 تشرين الأول القادم تعيد للشعب حقوقه وتنقذ الوطن من الفاسدين والفاشلين وسراق أموال الدولة والشعب دعاة الطائفية و المحاصصة المقيتة وتدعو لعملية سياسية وطنية بدون تدخل خارجي تمهد لعراق جديد عراق لا مكان فيه للفاسدين والفاشلين والسراق والمجرمين ولا مكان فيه للطائفية والمحاصصة والميليشيات الخارجة عن سيطرة الدولة ولا مكان فيه للعملاء وخدم الأجنبي وخونة الوطن والشعب عراق فيه قانون ونظام وفيه حريات وحقوق يكفلها دستور يكتب بأيدي عراقية وطنية خبيرة عراق جديد فيه بناء وأعمار واستثمار لأموال البلد الكبيرة خدمةً للشعب والوطن عراق جديد يؤمن العيش الآمن الكريم لأبناء الشعب على اختلاف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم وانتماءاتهم عراق فيه عدل ومساواة وأمن وأمان واحتضان لكفاءات الوطن الخبيرة والمجرية ومنحهم الفرصة والمجال لخدمة وطنهم وشعبهم وإبعاد الجهلة والمزورين والفاشلين والمرتشين من الأحزاب الفاشلة والفاسدة عن المناصب المهمة في الحكومة والدولة ومحاسبة كل من أساء للعراق ولشعبه بأية وسيلة وسرق أمواله وقـــتل أبنائه.