قبل ان يخوض منتخبنا الوطني لكرة الصالات مباراته امام منتخب سلطنة عمان ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى لبطولة آسيا الجارية في مجمّع صالات الشيخ سعد العبدالله بمدينة صباح السالم في الكويت ، قال مدرب منتخبنا الوطني محمد ناظم الشريعة لوسائل الاعلام ، انه سيراهن على عامل التحفيز النفسي للاعبين ومحاولة معالجة الخسارة التي تعرّضوا لها أمام منتخب تايلاند (2-3) بعد بذلهم جهوداً كبيرة في مباراة افتتاح منافسات المجموعة .. كلام الشريعة عن التحفيز ، علمي لا غبار عليه ، لان التحفيز النفسي حيوي ، بل ان له نسبة تقديرية ثابتة في برنامج اعداد اي فريق او رياضي تبلغ 20 بالمئة ولكن الشريعة لم يشر الى الية التحفيز هل تتم بالكلام فقط ، ام بخطوات علمية مبرمجة معتمدة سلفاً ، عن طريق خبير أومختص بعلم النفس الرياضي ، وهل ممكن ان يتفاعل اللاعب مع الجرعة المعنوية ، دون ان يكون هذا اللاعب قد (تدرّب) عليها مسبقاً في النادي على نحو منتظم .. لماذا لا تسمح ادارات الاندية بانضمام المعد النفسي الى الكوادر التدريبية لفرق اندية الدوري المحلي لمعظم الفعاليات الرياضية ، ليرفع بعض المسؤولية عن كاهل الادارة والمدرب .. تساؤلات تبقى بلا اجوبة الى اجل غير مسمى .. والعمق العلمي للمعد النفسي معلوم تماماً ، لان علم النفس مادة منهجية في كليات واقسام التربية البدنية وعلوم الرياضة في جامعات العراق كلها ، وقبل ذلك فان علم النفس مادة اساسية في كليات الطب في جامعات العالم كلها ، ولذلك لا يمكن تغييبة لمدة زمنية اكثر .
واذكر هنا ان باحثا عراقياً حاول قبل عدة سنوات ان يقوم بدراسة علمية حول اهمية المعد النفسي في عضوية الكادر التدريبي ، ليساهم الباحث بقدر معين في تشجيع مدربي فرق اندية دوري الدرجة الممتازة لكرة القدم ، في منح المعد النفسي حق ممارسة دوره في البناء الفني للرياضي في مرحلتي الاعداد والمنافسات ، لكن الباحث اصطدم بواقع غير طبيعي ، عندما رفض عدد غير قليل من المدربين ، التجاوب معه ، حتى ان احدهم وهو اسم معروف في عالم التدريب المحلي اليوم ، قال ، انا اقوم بدور المعد النفسي ، و لا احتاج اليه .. وبعد مدة زمنية وجيزة عرض مقدم برنامج رياضي في احدى القنوات الفضائية فكرة انضمام المعد النفسي الى الطاقم التدريبي على مدرب محلي ، يحمل شهادة بكالوريوس في التربية الرياضية ، قاد في فترة سابقة المنتخب الوطني ، فكانت اجابة المدرب غريبة جداً .. لا ارحب بالفكرة لان اللاعبين لا يعانون من ان ( عقد) نفسية .
الدول المتقدمة في المجال الرياضي تولي الجانب النفسي اهتماماً كبيراً في مرحلة اعداد رياضييها ، بدليل ان اللجنة الاولمبية الامريكية اعتمدت ثلاثة مرشدين نفسيين في الكادر التدريبي المشرف على أي رياضي مرشح لنيل احدى الميداليات في دورة الالعاب الاولمبية التي جرت في بكين عام 2008.. والمعد النفسي عضو أصيل في الكادر التدريبي لمنتخب البرازيل منذ عام 1958.
وهنا لا بد الاشارة الى خطأ شائع وهو ان التحفيز النفسي يمكن ان يكون بديلا عن المهارة والخبرة الفنية للاعب ، وهذا غير صحيح ، الكلام الحماسي ، لا يعول عليه .. و لا بد ان يكون الرياضي جاهز بدنيا وفنيا ، ليفعل التحفيز النفسي فعله ، قبل واثناء المنافسة الرسمية.