كتبت نصف مازح ربع جاد وربع آمل في الجديد : لوكنت بصحبتك في بلاد الرافدين تاخذني وين ؟ فكانت اكثر المدن ترحيبا وايثارا بغداد من جميع مناطقها تلقيت 64 دعوة تتلوها: نينوى قرة العيون : 21 وتعادلت الدعوات بين مسقط رأسي وبابل 17 دعوة وتلتها ذي قار والبصرة ب14 دعوة ومن بعدها واسط 8 دعوات ثم 3 من كركوك و7 من اربيل و7 من هيت و5 من النجف و7 من كربلاء.

عشر دعوات على السمك (الحي المسقوف ). ومن بعده الكباب بلحم الدجاج او الضأن ،واني بعد ذلك لست عازما على هذا النوع من المغامرات في بلد قطعت اوصاله الصبات ، لكني نمت قرير العين ولقد شعرت بريح تأتيني من بعيد خلاف ماتروجه دائرة الانواء الجوية التي تنذر بخريف جاف يمكنك فيه ان تنام من غير لحاف.

ولقد شنفت اسماعي اغنية فطرية من طور جبير الكون او صبا زمزم : تسالني على الحال ضاقت فرد نوب ساترني بين الناس خلف الله ع الثوب .. ثم يأتيه الرد : تسألني على الحال ؟ حالي على حاله سمجة وشحيح الماي وبظهري فاله!

كنت احفظ هذا من زمن الاعدادية الزاهر واستاذي يتنبأ لي بشيء مما انا عليه الان واظن ان كثيرا من اهلنا ينطبق عليهم هذا المثال المؤثر والذي يجعل الدمع يخرج من المآقي دون خجل.

أنهم يخرجون السمك الحي من النهر الذي يلفظ انفاسه مع رجاء بانه تحييه دفقات واطلاقات على شكل دفعات : اليوم مع الفجر تنفست اهوار الجبايش شيئا من الصعداء فقد نالها من الماء شيء يسير .مع ان الجواميس كانت قد نجحت في مقاومة النفوق اكثر من الاسماك لكن الدعوات ماتزال قائمة لوجبات يمكن تناولها خارج مواعيد الوجبات الثلاث من السمك المسكوف.

اول الدعوات من المسيب : شمالي محافظة بابل (جنوب بغداد) حيث تفاجأ ساكنو ضفتي نهر الفرات بنفوق أعداد كبيرة من الأسماك على حافتي النهر الذي سرعان ما تحولت بعض مناطقه إلى اللون الأبيض، خاصة داخل الأقفاص الحديدية التي يعتمد عليها المزارعون في تربية أسماكه.مع إني لست اكولا ولا عجولا او ملولا لكني استعذب تعاطيه باليد بدائيا دون شوكة او ملعقة وانا مصغ الى ترنيمة صباح فخري : صيد العصاري يا سمك يا بني،تلعب بالميه لعبك يعجبني،اه يا سمك بني،صيادك ماهر بياعك شاطر،ووجودك نادر ما احلاك يا بني.

والاسماك بعد ذلك بني : شبوط ؛ بياح ؛ بوري ؛ جري ؛ حمري؛ خشني زبيدي؛ شانك ؛ شعم ؛ شعوم ؛ صبور ؛كطان ؛ برزم؛ ثم سمك المحيط وسمك الكباب ولا احد يقرب من الكوسج فهو ابن عم القرش.

نسخت مما يحفظ هذا الشاب الواسطي هو ينزل المسقوف في الطبق :

عـسُـرتْ عـليـنـا دعـوةُ السَّمكِ،أنَّى وَجـــودُك ضـــامــنُ الدركِ،يــا مــن أضـاءَ شـهـابُ غـرَّتِهِ،فجلا ظلامَ الليل ذي الحلكِ

لماذ السمك دائما الم يرتفع سعره بعد نفوق اطنان غير محددة منه ؟ ربما لان السمك له قيمة اعتبارية تكريمية – قبل الغذائية يجيب د.هيثم الزبيدي الاستشاري النفسي الذي يضيف العراقيون في الدخل رغم كل شيء متفائلون ؛ السمك له ايضا جذر تاريخي مرتبط بحضارة العراقية نفسيا وشعبيا.

كلهم قالوا : تنزل في مآقينا ؛ هلا وغلا ؛ عين غطا وعين فراش . ليس بين الردود من يحذر من قابل الايام وما يحمل المجهول كالغوول . لن اقول لك تعال – مواطن من السماوة – وطن محلاه جان بين الاوطان ربحت منه كلها وهو خسران بقت من عنده ذكرى شوية حيطان !

نمت فحلمت بسمكة : تفسيرها عند ابن سيرين (من رأى أنه يصطاد سمكاً ذات اللون البني وكان صحاب المنام في واقع الأمر يرغب أن يشارك أحداً في مصلحة محددة، فيدل ذلك على التوفيق والنجاح بين الشركاء، أما من رأى منامه أن ينظر لقعر الماء ويرى سمكاً ميتاً، فمعناها أن صاحبها لن ينال منها أو لن تتحقق أمنية).

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *