الأمم الحية هي التي لن تنخدع بشعارات تحت أي مسمى ديني قومي طائفي مذهبي وتجبر المسؤول أن يحترم القانون وأول من يطبقه ويلتزم به ويصبح خادما للشعب ويعمل على راحتة.
الأمم الميتة هي التي تلعن حكوماتها وتشتم المسؤولين وتصفهم بأشنع الصفات وتصفق لهم وتقبل أيديهم وتعاملهم كأنهم معصومين وتقبل أيديهم طلبا للبركة وتتملقهم وتجعل من المسؤول آلها يجب أن يسجد له ويكون فوق القانون ويحق له ما لا يحق لغيره.
المشكلة ليست في المنظومة السياسية الفاسدة الخلل في شعوب تجعل من ألف يتحكمون بأربعين مليونا ولو توحدوا وثاروا لأجبروا الألف على لعق أحذية الأربعين مليونا قبل أن يقتصوا منهم.
ستجد من هؤلاء الأربعين مليونا كثيرا لا يمتلكون شبرا واحدا ويعيشون تحت مستوى خط الفقر ويدافعون عن هؤلاء الفاسدين أكثر من دفاع الفاسدين عن أنفسهم.
صدق من قال :-
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
باختصار نستحق هؤلاء لأنهم لا يختلفون عنا كثيرا فالشعب الفاسد ينتج منظومة ونظاما فاسدا. جرب الشعب حكما ملكيا ودكتاتوريا وديموقراطيا وفشلت جميع الانظمة فمن عاش زمن الديموقراطية يحن لزمن الدكتاتور ومن عاش زمن الدكتاتور يحن لزمن الملكية.
المشكلة في عدم وجود رجال دولة في زمن الديموقراطية ولذلك الفوضى سيدة الموقف ووجود رجال الدولة في زمن الدكتاتور ولكن الدكتاتور كان مهتما بسيطرته على الشعب ولذلك جعل جهودكم تنصب في الحفاظ على امنه وتفرده بالقرار اضاع جهودهم حيث حروب عبثية لا جدوى منها في زمن الملك كانت اولى خطوات بناء دولة فكل خطأ يغتفر فالشورى ورجال الدولة متوفر ن ولكن الشروع صعب دائما ويحتاج النهوض لفترة من الزمن.
أكاد أجزم أن قاسم كانت له حسانته كما كانت لعبد الرحمن وأفضلهم البكر لما امتلك من حكمة في التعامل مع الأزمات داخلية وخارجية ونجح في تطبيق من الأفكار على ارض الواقع.
كما أجزم أن الخروج من الوضع الحالي يتطلب حكومة طوارئ لها صلاحيات كاملة تجمد العمل بالدستور وتجمد عمل الاحزاب وتعيد كتابة الدستور على يد من الخبراء على اساس المواطنة وتعمل على محاسبة جميع الطبقة السياسية بتطبيق من أين لك هذا على الجميع وتمنع استلام غير العراقيين ممن يحملون جنسيات أخرى من استلام اي منصب في الدولة وتعيد بناء الدولة وتحدد هوية اقتصاد البلد وتعمل على تنويع مصادر دخله القومي وتحصر السلاح بيد الدولة وتشرع قوانين صارمة بحق الفاسدين وتجارب الحروب والفوضويين ومافيات السرقة وتجار المخدرات والرقيق الابيض وتعيد النظر في الاستثمارات والمنتفعين من عقارات الدولة وتدخل في اتفاقات دولية لضمان استقلال القرار السياسي وحماية حقوق العراق من أي تدخل ومكافحة التصحر والتخطيط الاستراتيجي ووضع لحل جذرية لكل الازمات والملفات العالقة داخليا وخارجيا واعلان العراق دولة منزوعة السلاح والاهتمام بالتعليم والصحة وتبديل الهيئة القضائية وتوفير الحماية الكاملة لها ومحاربة كل مظاهر التخلف وتوفير حياة حرة كريمة لجميع العراقيين والارتقاء بمستوى الخدمات ومحاربة الفساد والرشوة والمحسوبية.مادام النظام السياسي بمنظومته السياسية الحالية موجودا ويوجد من يطبل لمنظومة سياسية فاشلة ويلمع صورة منظومة فشلت في ادارة الدولة ونجحت في خلق ازمات ونهبت ثروات العراق وهمشت وحاربت طاقاته وخبراته وكل الكفاءات وافرغت الدولة من محتواها ودمرت ما يمكن تدميره وأحالته أثرا بعد عين واقتات على زرع افكار دخيلة على المجتمع العراقي وأمعنت في الاساءة إليه فلن يتغير العراق أبدا بل نحو نهوي نحو النهاية المحتومة. قد يكون الموضوع ضربا من الخيال أو حلما ولكن كل حقائق اليوم كانت حلما يوما ما