تنتهي علب البسكوت بسرعة !
في حين أنّ سيجارة واحدة كانت تلتهم، منّي، ضجرا أكبر
وترتّب، في غضبي، فوضى أكثر…
*
كان من الممكن أن نمارس الجنس داخل سيّارة إسعاف
أو على مقعد في قاعة سنيما تعرض فيلما مملّا
أو في قاع كوب شاي
لو أنّنا جئنا إلى هذا العالم على هيئة ذبابتين
و ما كنّا لنبكي
من أجل من فقدوا أسماءهم، في الحرب
وما كنّا لنبحث طويلا عن المطّارية التي ننسى،
في كلّ مرّة،
أين وضعناها/ أضعناها
كلّما هدّدنا “الويندفيندر” بغد ماطر !
*
تنتهي علب البسكوت بسرعة
حين تصمتين
وكلّما اكتشف طريق ما أنّي أمشي بساق واحدة !
و أظنّ أنّك تدسّين علبة بسكوت أخيرة، في مكان ما
فامرأة، مثلك، تخاف البقاء
وحيدة
مع أرقها
ولا تدخّن
بلزمها الكثير من البسكوت ليمرّ عليها كلّ هذا اللّيل دون أن يطحنها…
*
هذا الفيلم مملّ جدّا
وهو لا يُعجبني؛
لقد شاهدناه، قبل خمسة أشهر
و انتهى نهاية سعيدة !
أنا.. لا أصدّق النّهايات السّعيدة
فحياة جدّي انتهت بالموت !
صديقي الذي لم يبلغ عقده الرّابع
انتهت حياته بالموت !
ولا يُعقل أن يكون الموت سعيدا
فنحن كنّا نبكي.. حين ماتوا !
أنا لا أصدّق النّهايات السّعيدة
فحين تموت الحرب
تخرج من جثتها رائحة القتلى و المتشرّدين و اللاجئين
ويسيل منها فقر نتن جدّا
وحين بتروا ساقي
خوفا عليها
من حوادث السّير في مفترقات الطّرق
لم أنجُ من سخريّة المفترقات منّي!
*
أحبّك رغم صمتك،
رغم هذا الفيلم المملّ الذي تشاهدينه
ولا يعجبني
ورغم أنّنا لم نأت، إلى هذا العالم، على هيئة ذبابتين
لأنّك بسيطة كقصيدة نثر
يركض، داخلها، شاعر شطب الله من لغته إحدى ساقيه؛
شاعر يشتهي سيجارة محرّمة في شريعة الأطبّاء
ويكره علب البسكوت التي تنتهي بسرعة…