بقلم | الكاتب نصير جبرين
على مدى تاريخ منظور اثبت العقل السياسي العراقي انه عقل مراوغ ؛ يتذرع باﻷهداف العامة كي يصل الى اهدافه الخاصة . و هذا العقل ﻻ يتورع أن يركب الموجة ،إن كانت قومية فهو قومي ، و ان كانت اسلامية فهو اسلامي ، أما الديمقراطية و اﻷشتراكية و حقوق الكادحين … و غيرها من المصطلحات التي تفرغ من محتواها الحقيقي فتصبح عناوين زائفة ﻷحكام سيطرة هذا العقل على السلطة و مد هذه السيطرة الى ابعد مدة ممكنة .
العقل السياسي العراقي ﻻ يعرف معنى العدالة ، و يمكن أن يستخدم هذه (المفردة الساحرة) في تحقيق مآربه البعيدة عن العدالة تماما . بل ان هذا العقل كثيرا ما يتلفع برداء العدالة كي يصل الى السلطة ، و إذا ما تمكن من ذلك فان مغريات السلطة نفسها تجعله ينسى أي طرح من طروحات العدالة التي خدع بها الناس ؛ فهو عقل مخادع تماما .
العقل السياسي العراقي يحسب ان السلطة (ملك) ، و ان اﻷستحواذ عليها غنيمة ﻻ ينبغي التفريط بها .
العقل السياسي العراقي عقل فئوي، محلي، تجزيئي، ﻻ يمكن أن يمتلك اي نظرة شمولية تستوعب تماما اهداف و حاجات و مطاليب الناس بمختلف انتماءلتهم و ثقافاتهم الدينية و القومية .انه عقل غارق في الجزئيات و ان ادعى غير ذلك .
العقل السياسي العراقي أناني ، مطالب البدن عنده اقوى من مطالب الروح ، و اذا كانت هناك من مبادئ (يتلفع بها)فانه يتخلى عنها بأول حدث أو حجة تساعده على ذلك .
العقل السياسي العراقي عقل كاذب منافق ذاتي النظرة و اﻷهداف، يتصف بقصر الرؤيا، يفتقر الى جملة كبيرة من علوم الفضائل و القيم الواجب توفرها في العقل السياسي.
العقل السياسي العراقي منهزم دائما و يحاول ان يغطي او يعوض هزيمته هذه بالطغيان ، و كلما زاد طغيانه يتأكد انه ازداد فشلا .
العقل السياسي العراقي افراز من افرازات التخلف و الفئات المتخلفة في المجتمع يحمل في داخله كل عوامل تقويض أي امكانية للتقدم و التطور بأي اتجاه يخدم الوطن و اﻷنسانية . ان الثقة بالجماهير كبيرة، وهي مصدر القوة العادلة، النظام الحاكم اليوم في طريق مسدود والتغيير سيكون حتمي وضرورة وطنيه ملحة، هذا ما يريد العدو الداخلي والخارجي من اضعاف الثقة بالجماهير، الجماهير مصدر ثقتنا وهي التي تصنع التغيير…