أمي امرأة بسيطة
وجميلة جدا لو نظرت إليها من زاوية ما..
زاوية لا علاقة لها
بطول الشعر
وزرقة العينين
وقراءة مجلات الموضة
ونطق بعض الكلمات الأجنبية،
أمي امرأة بسيطة كالماء
والخضرة
والوجه النقي
وجميلة جدا،
في سكب القهوة في فم الصباح
ورشق آذن الليل بالكثير من الحكاوي والونس
أمي امرأة تجيد العناق
ودسّ الشّطائر اللذيذة في الشنط المدرسية
تجيد قراءة الحزن الذي على وجوهنا
والتصفيق على أي نجاح صغير
امي امرأة شرقية
ريفية
وبريئة
تؤمن بحنكة العرافات في معرفة المستقبل
تؤمن بالحظ السيئ المرسوم على وجه البوم
تؤمن بأنّ الصفير في الليل
يصيب الطفل بالحمى والصداع؛
أنا أؤمن بأنّ أمي
جميلة، وبسيطة،
أؤمن أنها تستطيع أن تتحول إلى امرأة خارقة،
عندما يتعلق الأمر بالحب!
أنا أحب أمي،
َوأكره العرافات
أخاف ثيابهن السوداء
وجدائل شعرهنّ المبعثرة
أهاب ضحكاتهن المريبة
وأرتجف من أحاديثهنّ المتقطّعة وكيف يغرسن أعينهن في كفوف المساكين،
ذات مرة
أتت امي بعرافة
لتقرأ مستقبلي
لتقرأ صمتي الدائم
العرافة،
لم تطل في قراءتها لكفّي
ولم تقل سوى جملة قصيرة وغريبة
(فتى طيب.. فتى طيب)
العرافة التي أحدثت فوضى في يدي
لم تكن حصيفة
لتقرأ
وجهي
الصامت كقبر
لتقرأ
وجهي
الضاحك كنكتة
لتقرأ
وجهي
الحزين كمعركة
لتقرأ
وجهي
الهزيل
كمجاعة
لم تقرأ
وجهي
الطفولي.
.
حتى وجه أمي الفرح!
عندما كانت تدّس لها عربون فضح المستقبل
لم تقرأه!
العرافة لم تكن حاذقة
لذلك
فضلت قراءة الأيدي
بدلا
عن الوجوه

 

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *