انطلق قطار الدوري الممتاز بموسمه الجديد بعد طول انتظار وترقب ، من اجل معرفة العدد النهائي للمسابقة والطريقة التي ستنظم بها المباريات وكذلك معرفة لوائح البطولة التي غابت بالموسم الماضي وسببت اشكاليات كبيرة للاتحاد والاندية.

وهنا نذكر ان لجنة المسابقات في الاتحاد العراقي لكرة القدم ومنذ عام 2004 ولحد الان لم تنجح في تنظيم دوري ممتاز يلبي طموح جماهير الكرة العراقية والاندية واللاعبين والمدربين وكل المهتمين باللعبة ، ووفق المعايير المعروفة بالاتحاد الآسيوي والدولي والدول المجاورة للعراق .

وهنا اقصد بالمعايير هو وضع مواعيد مبكرة لانطلاق الدوري واخرى لنهايتها في شهر ايار او بداية حزيران من كل عام وبمشاركة عدد محدود من الاندية التي تتوفر فيها المقومات الصحيحة والعمل الاحترافي وان لا تتجاوز الـ 16 ناديا لدوري النخبة او المحترفين ، وعدد مقارب له للدوري الممتاز وبشرط ان يتم دعم اندية المحافظات المهمة من اجل التواجد بالبطولتين ، واستغلال موارد الدولة المالية بالدعم العادل لكل هذه الاندية وليس لبعض الاندية المؤسساتية فقط.

ونتذكر هنا ان الباب فتح على مصراعيه قبل اكثر من 10 سنوات لمشاركة اكبر عدد من الاندية التي قسمت على مجاميع واستمرت العملية لمواسم عدة الى ان توصل الاتحاد الى عدد الـ (20) فريقاً بالرغم من عدم وجود ملاعب تستوعب هذا العدد الكبير من الاندية التي فاقت دول اكثر تطورا منا في توفر الملاعب والفكر الاحترافي وكذلك الاندية النموذجية ، فيما تلعب اندية الدرجة الاولى المحلي التي تضم اكثر من 50 نادياً دورياً شاقاً بالمحافظات والمناطق وصولا الى التنافس على احدى بطاقتين التاهل للدوري الممتاز.

ونذكر ان الدوري الممتاز الايراني يتألف من 16 نادياً يهبط آخر ناديين ، ويصعد فريقان من دوري الدرجة الاولى ايضا ، فيما يضم دوري الدرجة الاولى الايراني 21 فريقاً ايضاً ، ويضم دوري المحترفين السعودي (روشن) 16 ناديا ، ودوري الدرجة الاولى (18) ناديا ، فيما يضم دوري المحترفين الاماراتي (ادنوك) 14 ناديا فقط ودوري الدرجة الاولى 17 ناديا فقط وبوجود ملاعب على مستوى عالي من التنظيم والترتيب والتجهيز.

اما دوري السوبر الصيني فانه يضم (18) ناديا ، وكذلك دوري الدرجة الاولى ، بالرغم من ان تعداد الصين يفوق عشرات المرات تعداد العراق ، ويضم دوري كوريا الجنوبية 12 نادياً وكذلك الدوري الاسترالي ، والياباني هو الاستثناء الوحيد الي يضم 20 ناديا .

ويعرف الجميع ان هذه الدول الآسيوية والعربية لديها تنظيم متميز وعقود رعاية بمالغ عالية مما يسهم في تطوير عمل الاندية والوصول الى الاحترافية المطلوبة والتي تجعل الاندية لا تعتمد على المال او الدعم الحكومي ، بل على حقوق النقل التلفزيوني وعقود الاستثمارات والرعاية والاعلان وبالشكل الصحيح.

ومن محاسن الصدف ان الموسم الحالي سيشهد لاول مرة اقامة كاس العالم بشهر تشرين الثاني وكانون الاول المقبلين ، وان اغلب دول العالم ستوقف مبارياتها المحلية من اجل فسح المجال امام مشاهدة مباريات المونديال القطري والاستمتاع بها لاسيما وانها تقام كل اربع سنوات ، وستكون نسختها الحالية بنكهة عربية واجواء يتمنى الجميع ان يعيشها.

والسؤال هل اعدت لجنة المسابقات بالاتحاد العراقي جدولا للمباريات يتناسب مع اهمية كاس العالم ؟ ام انها ستواصل اقامة المباريات ولن تبالي فيما يعيشه العالم من مهرجانات كروية على مدار اليوم الواحد ولمدة شهر .

وهنا نعود ونؤكد ان مسؤولية تقليص عدد اندية الدوري الممتاز تقع على الهيئة العامة للاتحاد العراقي لكرة القدم التي يجب ان تضع مصلحة اللعبة فوق كل اعتبار وان تتعامل مع الواقع بمسؤولية بعيدة عن المصالح الخاصة.ان تنظيم المباريات يحتاج الى معرفة باجندة العام الكروية ، وليس بكيفية ادراج تواريخ ملزمة لمباريات الدوري المحلي فقط.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *