هذا العصر عصر تردت فيه القيم والمبادئ والأخلاق ؛ ولولا نفر من الصالحين بين ظهرانينا لخسف بنا الله الارض . إنه عصر النفاق والرياء والظلم والفساد ..عصر شاعت فيه الآنحرافات بشتى صورها ؛ أصبح كسب المال حلالا أو حراما هو الشاغل الذي يشغل النفوس ؛ أجل هكذا بلغ الأمر حتى أنهم أصبحوا عبيدا لهذا المال يبغون كل وسيلة لجمعه ولا ينفقون الا في لهو ومتاع ثم يرثه ابناؤهم ليبددوه في منافذ رخيصة . هو عصر الفوضى والضياع قل فيه الرجال الذين لهم وزنهم ويراعون ابناءهم في سلوكهم بل تركوهم لقمة سائغة للشارع ولرفاق السوء ؛ أما الأمهات فلم تعد لهن تلك البصمة في تربية الابناء بعد أن إنشغلن بالمظاهر البراقة وبتقليد كل مستجد ؛ حتى لم تعد الأم ترافق إبنتها في مسيرتها لتعلمها ما ينبغي تعلمه من شؤون الحياة في حديثها ولباسها وسلوكها ؛ في وقت بات الأمر يثير التساؤلات كيف يكون الحفاظ على السمعة والسلوك وسط أجواء من المغريات والمظاهر البراقة والتقليد الأعمى . وها هو الجهل قد تفشى في مجتمعنا ولم يعد للعلم والأدب تلك المكانة التي كان عليها حتى المدرسة لم تعد تستوعب من كانوا يقبلون عليها بلهفة واشتياق؛ فالبعض اجبرته احواله للبحث عن عمل يعيل به أسرته بعد فقدان رب الأسرة …وهكذا ترك الصبية مدارسهم وتعليمهم بسبب هذه الأجواء. إن هذا المشهد الذي نحن تحت قبضته هو إنتقالة من الجمال الى القبح ومن النضارة الى الذبول ومن النور الى الظلام .