بقلم | صلاح حازم
تتردد هذه الايام طروحات تتعلق بوجود نيّة لتوزيع جزء من عوائد النفط على افراد المجتمع العراقي.
وهذه الفكرة ليست جديدة ، حيث سبق وان طرحها المرحوم احمد الجلبي ودافع عنها بعض اعضاء تنظيمه باعتبارها اختراع اقتصادي عظيم، وذلك في ندوات تلفزيونية.
ودافع عنها صحفي وكاتب مشهور باعتبارها معروفة وتطبقها العديد من الدول، وكان يكذب طبعاً !!
بحثت عن عنوانه الالكتروني وكتبت له رسالة طلبت منه ان يقدم اسم دولة واحدة تطبق هذا الاسلوب ، لكنه لم يرد لانه كان كاذباً ومطلوب منه تعظيم افكار الدكتور الجلبي.
(بعد مدة توفي ذلك الصحفي ، وحسناً فعل بوفاته لكي نتجنب مزيد من الاكاذيب والضحك على الناس).
لدي مجموعة من الاسئلة الى من يعيد طرح تلك الفكرة مجدداً :
– كيف سوف تحدد نسبة الاستقطاع ؟ ومن يحددها؟ وبناء على اي أسس؟
– لمن سوف يتم التوزيع ؟ هل توزع الى كل الناس باعتبارهم يملكون حقوقاً متساوية في ثروتهم الوطنية؟ هل سوف يُشمل الاغنياء ؟
– ماهي آليات التوزيع ؟ هل سيتم استحداث مؤسسة وطنية كبيرة تتولى تلك المهمة الوطنية العظيمة؟
– هل سوف يراهنون على تعفف الاغنياء واعتذارهم عن قبول تلك الحصة وتركها لاخوانهم الفقراء؟
– ماذا عن ديون العراق الضخمة ولماذا لايحتل تسديدها اولويةً لدى هؤلاء السادة؟
– ماذا عن الدمار الذي تشهده البنية التحتية في البلد؟ ولماذا لاتوضع تلك المبالغ في صندوق خاص لاعادة بناء تلك البنية الاساسية للحياة والرفاه؟
– لماذا لاتستخدم في حل ازمة السكن او الماء النظيف او الكهرباء او الصحة او بناء مدارس ؟
– لماذا لاتستخدم في تنظيف المدن؟ وازالة الانقاض؟
– ماذا عن تراجع الاستثمارات والتي هي شرط التنمية الاساسي والتي تخلق فرص عمل للعاطلين؟ لماذا لاتوجه تلك المبالغ للاستثمارات؟
– لماذا لايقومون بتطوير نظام شبكات الحماية الاجتماعية وتخليصها من الفساد ؟
– ماذا عن الفساد المستشري في البلد ؟ وكيف تنجو هذه المبالغ من مخالب الفاسدين ؟
– لماذا لايفكرون باستحداث صندوق للاحتياطي المالي لمواجهة احتمالات هبوط اسعار النفط ؟
– الكثير من الناس في العراق الحالي ، حيث يسود الجهل والخرافة، سوف يفرحون بتلك المبادرة التي يعتقدون انها سوف تجعلهم اغنياء دون عمل ، وينصرفون الى استهلاك المواد المستوردة !! متناسين انها تأتي على حساب مستقبلهم ومستقبل اولادهم.
– سؤالي الأخير الذي اوجهه للجميع : هل سمعتم عن بلد يطبق تلك الفكرة العجيبة؟