تفسير سلوك الإنسان ككائن حي ( انثروبولوجيا )من النواحي الفيزيقية والفيزيولوجية والسيكولوجية والاجتماعية للوقوف على معرفة حقيقة هذا الكائن الذي يعيش خارج نطاق المجتمع المألوف وبيان مدى خطورة أوهامه الهُلامية على نفسه و المجتمع سواء ، خاصةً إن التقدم التكنولوجي والتطور المعرفي أدى إلى تقدم علم الانثروبولوجيا في المجتمعات الطبيعية من ناحية اهتمامها بصفات البيولوجية للأجناس ومراحل ظهور الكائن الحي إنسانياً وتطوره إبتداءً من مرحلة الحيوانية البشرية الناطقة . ضمن هذه المجتمعات الطبيعية هنالك بعض جماعات ذات ثقافات قديمة رثّة مشبعة ومشوهة بموروث ( فطري ومكتسب ) أخطرها الثرثرة المقيدة بالأوهام العارية حال التعرض لفشلٍ وانتكاسة أو ضغطٍ على المُخيخ يصيب خلل في إشباع الأوهام ، يفقده السيطرة على حركاته ومدركاته الفكرية ، فينطلق اللسان ليفضح صاحبه غير مذعنٍ للعقلانية في سلوكه ودوافع تصرفاته ، من اجل الحصول على الإشباع الفوري لرغباته الدفينة علّ سلوكه هذا يخمد لهيب حاجاته الوهمية .
هذه حقيقة دامغة لكائن حي يعاني من اضطرابات القلق الاجتماعي وعُقد ثقافية واجتماعية يجبره على التعايش مع الفرد الناضج فكرياً ومجتمع واعي متطور مدرك ، إلا إنه يفشل في التأقلم لتناقض المفاهيم الشخصية وازدواجية المعايير نتيجة خلل في مدركاته اللاشعوري يفقده توازنه الاجتماعي.
هذا الصراع بين مكنوناته الداخلية مع خطورته العظمة على كيانه البيولوجي الذي ينفروه البيئة الطبيعية ( الايكولوجية) هذه البيئة يفرض عليه معرفة سريرة نفسه وعِلل أناه ويقف على ميوله ويفحصها ويفسر أوهامه واحلامه لكي يعالج أمراضه النفسية ومخاوفه الغير منطقية ، لأن الخوف هو العدو الأول للتفكير السليم ،يحيطه هالة من الخيانة يربك صاحبه ويزيد غشاوة على بصره ليطرد الخجل من سلوكه فينطلق اللاواعي المعتنق للأوهام الذي يؤمن به لإثبات تناقضه في قناعاته ومــعتقده.من مبدأ إنساني سليم وواعٍ و نهجٍ كان ومازال يؤمن بالتسامح والتعايش السلمي ، نتقبل اختلاف الآراء ومعتقدات الآخر ونسمع أوهامهم ، لأن التنوع سمة الإنسانية وروح المعرفة النابض ، ولكن لا نرد على معتنق الأوهام والأحلام لنثبت وهمهم المتناقض فتلك مسألة غير سليمة علمياً ومنطقياً وبلا جدوى انسانياً،لأن الرد سيشجع المتوهم اكثر للمضي قدما والإصرار على أوهامه عوض إصلاح نفسه وترقيتها ، وقبل أن يتحول رؤياه فيما يرى النائم إلى جاثوم حياته .
لذلك لا تثرثر كثيراً أيها الواهـــــــم المشوش فخير الفضائل الصمت ، ولا تتمادى حــــين يتغاضى عن اوهامك .