كان يوم سبت عادي جدا.قررت ان اتسكع وحيدا بعد ايام من الحبس المنزلي.اخترت السبت لانه يوم عطلة,هذا يعني ان الزحام قليل,وافضل من بقية الايام الصاخبة.قبل خروجي ذكرني ابني بشراء كتاب قواعد اللغة العربية للصف الخامس لانه في حاجة اليه.وهناك في شارع المتنبي فوجئت بضجة كبيرة وزحام كبير لم تشهد ايام الجمع مثله.وكان باعة الكتب المدرسية ابطال المشهد.دوائر من الناس تحيط بمجموعة من باعة هذه الكتب على طول شارع المتنبي.منظر غير مفهوم,او لاقل منظر عبثي جدا.وحين تكلمت مع البائع الذي كان لا يركز جيدا بسبب الطلبات من حوله,اعطاني نسخة من الكتاب المطلوب.قلت له كم سعر كتاب القواعد هذا قال:5 الاف دينار.
اعطيته المبلغ,وانسحبت مثل لص لانني خشيت ان اضيع نصف ساعة او اكثر للخروج من متاهة لعبة بيع الكتب المدرسية.وتساءلت اية تجارة هذه؟وكيف يمكن السماح لهذا الامر ان يحدث,وما ذنب العوائل الفقيرة.لكن سؤال الاسئلة هو:ما الذي يحصل.
اخشى ان تتطور قصة بيع الكتب المدرسية بحيث تكون هناك مواقع متخصصة لايصالها الى المنازل عن طريق الدلفري.وهذا بكل تاكيد امر سهل بالنسبة للعوائل ان كان مبلغ التوصيل ملغى او قليل.واظن ان الشخص المسؤول عن العائلة سيفضل ان تصله الكتب المدرسية بتكلفة ربما ستكون اقل من ذهابه الى شارع المتنبي,ومشاهدة روتين بيع الكتب بهذا الشكل في كل سنة.وهو ما يسبب لاي انسان صداعا مزعجا اذ لا يعقل ان تمشي الامور بهذه الطريقة.
اذن لنسهل الامر,وليكن دلفري الكتب المدرسية حلا مريحا.