الكلام يجيده الإنسان في مرحلة مبكرة من الطفولة التي يتعلم فيها الكثير من المفردات والأسماء والصفات والأشكال وغيرها تهذبها وتوجهها العائلة بالتمييز بين المفيد والثمين والمقبول والحسن وبين غير المفيد والرخيص وغير المقبول والمسيء وتحثهم على الأخذ بأحسنها والتعامل بحسن خلق وتهذيب مع الناس لأنه السبيل الوحيد لكسب احترام الناس وثقتهم، تليها مراحل التعليم المختلفة وصولاً إلى دراسة الدكتوراه وما بعد الدكتوراه، إذ يعمل التعليم في هذه المراحل على إضافة قيمة للكلام ليتحول إلى نصائح وخبرات وإستشارات وقرارات تزداد قيمتها وعلميتها وأهميتها وتأثيرها كلما حاز صاحبها على شهادة أكاديمية أعلى أو درجة علمية أرفع وتتضاعف إنتاجية الكلام عندما يعمل على خلق قيمة جديدة في التخصص أو المجتمع.

اليوم نحن نشاهد بعض قادة العلم في الجامعات يتكلمون بمقاطع فديوية مصورة تنشر على مواقع جامعاتهم أو على وسائل الإعلام المتلفز يتحدثون عن بداية العام الدراسي الجديد واستقبال الطلبة والدوام الحضوري والقاعات والمختبرات وكأنهم يرددون نفس الكلام ونفس المفردات على ما فيها من ضعف لغوي وهشاشة في البلاغة وبعد في الترابط وفقدان الحرفية في الإخراج، للتتحول هذه الكلمات من مواقف تاريخية وعبارات محفزة على الإبداع والابتكار وتعابير مرموقة تحث على بذل الجهود والمثابرة للتميز والتنافس الإيجابي والإرتقاء بالمجتمع وتوصيات لنشر وترسيخ ثقافة الولاء والانتماء وحب الوطن إلى مادة إعلامية قد ينتج عنها آثاراً سلبية لأنها تفتقر إلى التفرد والمرموقية والبلاغة والتميز وخلق القيمة، وتبتعد كثيراً عن أهداف الجامعة التعلمية والبحثية والمجتمعية والتي لا يتم تحقيقها إلا بنقل المعرفة وإنتاجها.

# الكلام في التعليم وعن التعليم هدفه التحفيز والتوجيه والتشويق والتوعية لخلق وزيادة الدافعية للتعلم فضلاً عن إضافة القيمة وابتكارها وصولاً لمشاركة وتعاون أصحاب المصالح والمجتمع.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *