عندما يموت الموظف الذي لايترك ورائه ورثة يُصار إلى الدولة ما ترك من راتبٍ تقاعدي فتستحوذ عليه دائرة التقاعد وتعيده إلى خزينتها العامة وكأن الدولة انتصرت في حرب سجال مع احد موظفيها واستحوذت على مرتبه الشهري في النهاية ويغلق ملفه الى الأبد فتذهب خدمته هباءً منثورا ، ان الموت هو انقطاع عمل الإنسان في الدنيا ليبقى عمله الذي ينفعه او يضره في آخرته وهذا ماتشير إليه كل الأديان التي هبطت من السماء والحسنة الجارية هي رحمة وهبها الخالق سبحانه وتعالى للبشر لكي تظيف ما تأتي به من ثقل جديد الى ميزان حسناته وهو جاثم في قبره ونفسه محجوزة في عالم الغيب لاحول لها ولا قوة .. فلماذا لاتعمل الدولة وفق هذا المفهوم الإسلامي وتمنح ماتبقى من راتبه حتى ولو كان نصفه إلى دار للأيتام او تهبه إلى المراكز الإنسانية او المؤسسات الخيرية لكي ينتفع منه المحتاجين والمرضى من الفقراء والمحرومين فراتب الموظف الراحل هو حقه الكامل وحصيلة عمله وإخلاصه الوظيفي في الدنيا بعد ان خدم بلاده بوفاء لسنين طويلة ولولا هذا الوفاء لما استحق الراتب التقاعدي الذي منُح له في نهاية الخدمة ومن العجيب أن يكون هناك صمت من فلاسفة الدين وخطباء المساجد أمام هذا الأمر ولا يشيرون اليه في خطبهم النارية وهم يدعوّن بأن قانون الدولة مشرّع بغاياته الإنسانية من القرآن الحكيم .. انه حق الموظف المشروع ، ومن الواجب الإنساني الملقى على عاتق الدولة لمواطنيها أن يبقى الراتب التقاعدي للموظف الراحل جارياً لينتفع به غيره ويضيف أجراً جديداً إليه في آخرته فقد أحيل الى التقاعد والسلام ولا ادري ماهي علاقة القانون بمكان نومه إن كان في بيتهِ او في قبرهِ ؟.
انقطاع عمل الانسان