داخل الحرم التعليمي الذي لا حرمة له،وامام مجموعة من تلاميذ مدرسة ابتدائية (ما) من مدارس عراق المستقبل المجهول ، تتراقص الطالبات مع من يدعي الفن على مرأى من يدعي التعليم ويحمل لقب المعلم!
ضحك وسخرية مثيرة للاشمئزاز داخل اروقة المدرسة . في بلد اصبح فيه (الصمون عشرة بألف) و صار التعليم بلا ثمن !!!مدارس تسمح بمفسدة تضاف الى يد الفساد الالكتروني والاخلاقي الذي يغرق فيه بلدنا،ذلك البلد الغارق بالسخافات لكنه يشكو الجفاف…جفافاً نهرياً غدا فيه صحراء قاحلة …فنحن نغرق دون ماء!!!!
لن اشكو وزارة التربية او مديرة تلك المدرسة التي كان من المفروض انها المربية الاولى ..لن ابكي التعليم والعلم ،ولن اصرخ بوجه الجهل والبلادة ولن ادعوا لمحاسبة الجناة..نعم فتلك جناية بحق العلم في بلاد العلم ،بلاد التدوين والخط المسماري الاول … انا اليوم اقدم رسالة اعتذار بصفتي (معلمة) في بلد اهان العلم والمعلمين. بصدق وخجل شديد ،وبإسمي وبإسم كل معلم مخلص في عمله اقدم اصدق كلمات الاعتذار الى قيصر الاغنية ،قيصر الفن (كاظم الساهر) فحين كنت تنشد بصوت شجي و لحن أليم(بغدادلا..لا.. لا تتألمي..بغداد انت ..انت في دمي) كانت اوتار لحنك تبكي من صدق كلماتك الجريحة بجرح بغداد ،المتألمة بألم اطفالها..ليأتي زمان تتحول فيه تلك السمفونية الرائعة الى مهزلة ولحن راقص لاولئك الاطفال الذين يرقصون اليوم على الحان جروحها وعلى مرأى من يدعون الفن ومسمع من يدعون التعليم!!!!
و اليوم استسمحك يا قيصرنا و اقول :
اطفال بغداد الحزينة يرقصون ..
عن اي علم تتكلمون ؟؟!!
يترنحون على شظايا الجهل
يسحقون اسم العلم ثم يبتسمون..
عار على بلد الحضارة اي عار
هل صار تجهيل الشعوب وسام عز لا احتقار؟؟
هل صار تطميس العلوم شعار مجد لا اندثار ؟!!!
بغداد نعم .. نعم
بصدق
تألمي…
وابكي بدم العيون ..
تألموا
واصرخوا ياعراقيون
فالجهل في عراقنا مجاناً
ومعلمنا
هوذاته
من كان يوماً
بائعٌ للصمون ..