لن اتحدث عن السلبيات و الاخفاقات والاخطاء البروتوكولية التي شوهت جمال العرس الرئاسي والتي احاول ان اغض الطرف عنها في اغلب الاوقات ،من باب عدم اللجوء لنشر الغسيل امام الملئ حفاظاً على سمعة العراق في المحافل الدولية والرسمية، لكنني اجد احياناً بأن الاعلام يتعمد سحب ذاكرتي السمكية الى الوراء Flash back المتخمة بالتراجيديا والكوميديا السوداء ، ليأخذني الى الخلل الظاهر و الباطن لكي اعدل عن رأيي واعيد النظر بتقييم الاشياء، ولأطلع على عوامل الاتكيت واللياقة والكياسة التي لم يسلط عليها ضوء المعنيين بدائرة المراسم والتشريفات في رئاسة الجمهورية، ابتداءاً من ابسط الاخطاء الفنية التي تجنبنا الوقوع تحت نيران قناصي الاعلام ، ابتداءا بالمتحدث الذي تقافزت عيناه على حركة المكنسة الكهربائية ،التي كانت حاضرة لتنظيف غبار السجاد الاحمر، اكثر من تواجد وحضور بعض الشخصيات السياسية وانتهاءاً بضعف مراسم تقديم وتنصيب فخامة السيد رئيس الجمهورية .
وفي نفس الوقت لازال شيطاني الوديع يسألني عن سبب تخلف الرئيس السابق برهم صالح من حضور حفل تنصيب الرئيس الجديد ، وماهو السبب المقنع الذي يمكننا ان نفكر به التي يتلائم مع حجم وقدسية ورمزية هذا المنصب ؟ علماً بأنه كان الراعي الاول للدستور ومن المدافعين الشرسين عن مبدأ التداول السلمي للسلطة، الذي اثبت اليوم عكس ذلك من خلال عدم حضوره لتلك المراسم ، موقف لا يتناسب مع المبادئ الاساسية التي تؤمن بأبسط أبجديات الفوز والخسارة ، خصوصاً بأن صالح من ابرز الشخصات التي تتمتع بالوزن السياسي وتؤمن بالانفتاح على الاخر، التي تثبتها جمال مخارج حروف موسيقية وعذبة تعكس لياقة الالتزام بالثوابت الوطنية.
سيدي الرئيس …كنا نأمل بأن يكون لفخامتكم تطبيقاً فعلياً لمبدأ التداول السلمي للسلطة عملياً وليس نظرياً ،لكي لا نؤسس لسُنة سيئة ربما سيتخذها الاخرين كمنهاج يسير عليه الاسلاف ، في وقت نحن فيه بأمس الحاجة الى” تلزيگ ” العملية السياسية من جميع جوانبها التي اصبحت قاب قوسين او ادنى من التشرذم والانهيار.
خارج النص/ ربما يفسر البعض عدم حضور السيد برهم صالح لمراسم التسليم هو امتناع ضمني بعدم الرغبة بتسليم المنصب.