صدق ابي رحمه الله عندما قال لي يوماً (اذا شفت احد مكانه على المنارة قل له الله يزيدك واذا شفت احد جالس في الوحل قل له الله يزيدك لان الاثنان يستهلون المكانة التي هم عليها) فما حدث بالأمس في المشهد السياسي مهزلة بكل المقاييس التي عرفتها البشرية والغريب ان الجميع صامتون وهنا يكون كلام الله عز وجل خير وصف للمجتمع العراقي (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ) صدق الله العظيم وهنا سوف يقول احدهم ان هذا النص الإلهي نزل بحق بني إسرائيل وليس نحن وهذا مفهوم غير صحيح للقران الكريم فالنصوص الإلهية هي نصوص متجددة لا تحصر بشخصية او طائفة . وهنا نرى ردود الأفعال لم حدث بالأمس بين مرحب مستبشر وبين ناقم وغير متفائل وان أي تغير بالأيدولوجية التي عليه النظام الحالي هو تحت مقولة (الحمار نفس الحمار بس غطاء الظهر تغير) فاصبح الشعب بالكامل ينتمي الى المدرسة البوهيمية فما عاد يفكر بشيء يذكر وما عاد له أحلام يتحدث عنها ومات الوطن والأمل في التغير او في رؤية ضوء في نهاية النفق المظلم وبينما العالم كله في السنوات الماضية في الصراع التنموي والصناعي والزراعي كنا نحن منشغلون في صراع المناصب للسيطرة على الثروات البلد من اجل المكتسبات الشخصية بعيد عن ما يعرف بالانتماء الوطني وها نحن نفتقد اليوم الشعور الوطني بالانتماء للوطن فما عاد احد ينشد للوطن كل صباح وما عاد هناك تحية للعلم وما عاد هناك دروس للتوعية الأخلاقية او الاجتماعية وما عاد فينا مفكرين يكتبون من اجل الرقي في مجتمعنا فنتشر ما يعرف بالانتفاعيون والانتهازيون والذين هم أدوات للأحزاب او التجمعات المسلحة التي باتت تملئ البلد ومات فينا الأنسان فالصبح الجميع يركض خلف الشهوات السلطوية والمادية والجنسية فهذا يقول انا شيعي وأخر يقول انا سني وأخر يقول انا مسيحي واخر يقول انا كردي ولكن السؤال يبقى أين العراقي ؟ من كل هذه الفوضى فقد مات المواطن العراقي رحمه الله فتحول المجتمع بالكامل الى تجمعات طائفية وقومية مقيته وأصبحت أولويات الانسان في هذا البلد الجري خلف التعينات او كسب المال ولو كانت بطرق غير مشروعة فغياب الوعي الفكري جعل من الانسان المعاصر بهيمة ليس لها حقوق سوى ان تأكل وتشرب اذا ما أتيح لها هذا من الأصل وليس هذا من محض الصدفة كما يظن البعض ولان أقول (نظرية المؤامرة) لا على العكس فمن يسرق العراقي اليوم هو عراقي ومن يقتل العراقي هو عراقي ولكن عراقي بميزة لا وعي وما نرى ونسمع اليوم ما يحصل في البلد تشيب له الولدان من فساد ومفسدون وسلاح بلا رقابة تذكر وتقاعس المثقفون وأصحاب الوعي وفشلهم في أصال رسائل التوعية للعامة والمضي بها نحو التغير المنشود للخروج من المستنقع للنهوض بما كان يسمى وطن فتحول المجتمع يعاني من جهل توعوي وثقافي وهنا اقصد الثقافة الحياتية ومنها معرفة الحقوق والواجبات وهنا يتحول المجتمع يمتلك الوعي الى مجتمع بالمصطلح يمارس مبادى المدرسة البوهيمية في الحياة اليومية فما عاد يملك حق الاعتراض او حتى ان يشعر الأخرين بالمعاناة التي يعاني منها وهنا وفي النهاية أقول لمن يبحثون عن التغير في المجتمع العراقي اود الاستشهاد في مقولة (لان يصلح العطار ما افسده الدهر) …