تستوقفني العبارة، وأتساءل كيف أتمنى حالا قد تكون سيئة، ولكن الأمر مختلف حين أقع على علة هذا التوصيف، وكيف لي أن أقنع بحال قد لاترضيني، وأرى غيري، وقد تفوق علي في مضمار، وأراني تأخرت عنه، ولا اطاله مهما حاولت، ومهما فعلت فلعلي أركن الى اليأس، وأنتظر لوقت آخر علي أظفر بنجاح ما يسليني عن شعور بالفشل، وإحباط يحاصرني، ويعجزني عن الحركة الطبيعية التي أتوخاها يوميا لأواصل حياتي كما ينبغي، وأنتهي من واجبات فرضت علي بحكم الطبيعة، ولست مختارا في الأمر طالما إنني أجدني مجبرا على القيام بأعمال وإلتزامات لاأريدها، ولم أكن أتمناها، لكنني مدرك إنها نتيجة لوجود قهري، ولابد من المضي فيه الى النهاية المحتومة خاصة حين تجد إنك ملتزم تجاه أشخاص وجماعات لم تكن لتتوقع أسماءهم ولاوجوههم، يرافقونك أين حللت، فإن غابت أجسامهم عنك، رافقتك خيالاتهم، وتمنياتهم وواجباتك المقيتة تجاههم وكأنه قدر محتوم أن تلبيها شئت أم أبيت.
لاتتمن إلا الحال التي جعلك الله عليها، وليس المعنى أنك وجدت هكذا، وستبقى كما أنت، فإذا كنت فقيرا فإجتهد في السعي لتحصيل الرزق، ولاتركن الى الكسل والدعة والخشية من شيء فمالك لايتجاوزك الى غيرك مهما إجتهد لبلوغ مابلغت لكنك حين تعيش في الحياة لاتمدن عينيك الى مامتعنا به رجالا غيرك كما هو قول الله في كتابه العزيز.