-1-

ما أشارت اليه الاحصاءات عن الطلاق في العراق مؤخراً يكشف عن انهيار فظيع في أوضاع الأسرة العراقية لم يسبق للعراق أنْ شهد مثيلا له عبر تاريخه الطويل .

-2-

ولاشك أنّ هناك أسبابا وعوامل كثيرة لبروز هذه الظاهرة المؤسفة بِدْءً بضعف الوازع الديني مروراً بكل ألوان الاستهانة بالاختراقات الفظيعة للقيم الأخلاقية ، وانتهاء بما يُحاك للزوجة المطلقة من كيد من قِبل أم زوجها أو أخواته ممن لم يذقن طعم التقوى ..!!

-3-

انّ ما ذهب اليه الكثير من الباحثين مِنْ أنّ تزويج الفتيات وَهُنَّ في مقتبل أعمارهن يكمن وراء هذه الظاهرة لا نراه مشتملا على جانب كبير من الصحة ، ذلك أنَّ معظم الزيجات في الأجيال السابقة كانت تختار للرجال الزهور اليانعات من الفتيات ولم تكن تصطدم بمثل النتائج السلبية التي نشهدها اليوم.

ومسألة السكن مع أهل الزوج كانت هي الأخرى شائعة مألوفة ولم تكن نسبة الطلاق تبلغ معشار ما بلغته اليوم .

كما أنّ الاوضاع الاقتصادية كانت صعبة للغاية ولكنها لم تفتك بالأسرة العراقية مثل فتكها الراهن فالبطالة والوقوع تحت خط الفقر القائمة اليوم ليست بأسوأ من تلك الأزمات المالية الخانقة .

-4-

انّ إهمال الالتزام بالضوابط الشرعية المرسومة في هذا الباب يقف في طليعة أسباب شيوع الطلاق .

فاولياء الامور يزوجون بناتهم دونما اهتمام حقيقي بما يحمله المتقدم اليهم من التزام بأهداب الدين والاخلاق، وبالتالي فهم يفرطون بما ائتمنوا عليه مع أن المنهج الشرعي المرسوم في هذا الباب يقول :

( اذا جاءكم مَنْ ترضون خُلُقَه وَدِينَهُ فزوجوه )

-5-

ومن جانب اخر فانّ الكثيرين يعزفون عن الاقتران بغير الفتيات الحائزات على الوظائف طمعاً في رواتبهن، والفتاة الموظفة تعود الى دارها متعبة مرهقة وقد لا تستطيع ان تنهض بأعباء المسؤولية المنزلية كما يريدها الزوج .

وهنا تبدأ المشكلة

ثم انّ الكثير من الأزواج يسعى للسيطرة على ما تتقاضاه زوجته من راتب وهنا تبدأ مشكلة أخرى …

وهكذا تتعدد المشاكل وتعود الى اتخاذ القرار بالانفصام النكد

-6-

ومن نافلة القول التذكير بان الزوج شرعا هو المسؤول عن الانفاق على زوجته، وانّ اموال الزوجة انما هي للزوجة ولا يجوز له التصرف بها دون اذنها فضلاً عن الاستحواذ عليها بالكامل …

-7-

والمرأةُ في المنظور الشرعي ريحانةٌ وليست قهرمانةً – والكثير مما تؤمر بأدائِهِ – وكأنه من الواجبات التي لابد أنْ تؤدى ليس من الواجبات وفق أَحكام الشريعة .

وهنا تكمن الأسرار التي قد لا يعرفها معظم الناس .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *