قبل الحديث عن اولويات الحكومة الجديدة التي تندرج في مكافحة الفساد ودعم الفئات البسيطة والاهتمام بالقطاع الصحي يجب التفكير بجدية بالوعي الذي تفتقده اغلب فئات المجتمع نتيجة انتشار الجهل والفقر والمرض… القضاء على هذا الثالوث المخيف هو الأساس الذي يجب ان تبنى عليه أية ستراتيجية حكومية حالية لبناء المستقبل.

وفي مجتمع عانى من الحروب الخارجية وديكتاتورية بغيضة جثمت على راس السلطة لعدة عقود واعتى حصار اقتصادي بالتاريخ واحتلال غاشم واحتراب داخلي وارهاب أعمى وفساد اكل الاخضر واليابس ، لا بد ان يغيب ويغرق المجتمع بالجهل والتخلف الا ان الواقع العراقي رغم المعاناة ما زال يقدم تجارب علمية وثقافية وكفاءات تبهر العالم لكنها ومع الاسف محاولات فردية لا تجد من يحتضنها وينميها بدلا من ان تهرب الى الخارج.

ان بناء المستقبل يجب ان يقترن ببناء الانسان وتنمية الوعي الفردي والجماعي بكافة المجالات والنهوض بالتعليم وترسيخ الثوابت القيمية والدينية والأخلاقية لدى الناشئة والشباب لانهم عماد المستقبل والقوة القادرة على الانتاج والتغيير.

عليه، فان الحكومة الجديدة مطالبة بالتركيز اولا وقبل كل شيء على التعليم الابتدائي والثانوي وتوفير مستلزمات العملية التربوية وتأهيل الكوادر التدريسية لتنشئة جيل واعي قادر على مواجهة تحديات الواقع والنهوض بالمهام مستقبلا ، وتلك مهمة ليست بالمستحيلة مع توفر الإمكانات المادية والبشرية ، وهي ليست مسؤولية وزير التربية منفردا او بالاشتراك مع رئيس مجلس الوزراء فحسب بل هي مسؤولية كل الوزارات… ونرجو النجاح بها بعدما تراجع واقع المدارس والتعليم الى أدنى مستوياته وباتت نسب الأمية في تصاعد يدق ناقوس الخطر؛ وينذر بمستقبل مجهول.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *