الوزن النسبي للصورة النمطية للسياسيين في العراق بعد عام2003 لا تمتلك أي جاذبية أو تأثير بالمجتمع مقارنة مع سابقيهم من سياسيين ومنذ نشوء الدولة العراقية الحديثة، يقول آلان دونو في كتابة نظام التَّفاهة ((صارت السلطة في يد التافهين، وصارت إمبراطورتيهم تمتدّ إلى جميع جوانب الحياة : الاقتصاد، العلوم، القانون والسياسة))، فأي جنون وارتياب يساورنا إزاء هؤلاء الذين يعتقدون أن لهم عدل المعصومين وقسطاسهم، أو أنهم يمتلكون قوة قدسية رهيبة تبهرنا، أغلبهم لا يمتلك اللياقة الدبلوماسية المتعارف عليها والتي هي من خصال السياسي، فلا تزال الصورة الذهنية لشخصية مثل شخصية الباشا نوري السعيد تُظهر أكثر لكاريزميته في المقاربات والمقارنات التي تجريها الكثير من وسائل الإعلام بين الحين والآخر، لثقافته وثقته بنفسه وذكائه وعقلانيته في التعامل مع أبناء الشعب، أو كما يصورها لنا الإعلام والجيل الذي عايش عصره، وعلى الرغم ممّا يشاع عنه أنه كثير المشاجرات والمشاحنات وعصبي وسريع الغضب، لكنه لم يعاني من أمية سياسية كما يعاني منها الكثير ممن يسمون أنفسهم سياسيين في عراقنا اليوم، كاريزما السياسي تكمل شخصيته وتضفي عليها الوقار المفقود لدى الكثير من هم في الوسط السياسي في العراق أو من يَعدون أنفسهم سياسيين مع السياسيين، حسبنا الله وَنعم الوكيل.