العروبة الكذبة الكبرى التي انطلت علينا جميعاً ، ذلك الوهم الذي كنا وما زلنا نبحث عنه ، ولم نعتبر من التاريخ ، فمنذ ان كنا يغزو بَعضُنَا بعضاً وكان القوي منا يأكل الضعيف ، ونستولي على أموالِ ونساءِ بعضنا ، ونستنجد بالأجنبي حينما يهاجمنا الاخوة الأعداء ، كان المناذرة يستنجدون بالفرس والغساسنة يستنجدون بالروم ، واليوم نستنجد بتركيا وأمريكا. واسرائيل ، لكن شعراؤنا في الوقت ذاته يمجدون بالعروبة وبالأمة الواحدة !!!!!
وبقينا على مر السنين نبحث عن العروبة بين ركام الحروب وصهيل الخيول العربية الغائرة على مرابعنا ، فوقعت حرب داحس والغبراء بين أبناء العمومة و استمرت أربعين عاماً فنسينا العروبة ، وتذكرناها بعد حين ، حتى حاصرت قريش النبي محمد ورهطه في شعبٍ ابي طالب وحظرت التعامل معهم واجاعتهم ، ولم يتذكر العرب ان محمد منهم ، فكانت ثقافة التغالب تسيطر على عقولنا وروح الحرب تتلبسنا ، لكن الخديعة لم تفارقنا وبقينا ننشد
بلاد العُرب اوطاني من الشام لبغدان
ومن نجد الى يمن الى مصرٍ فتطوان
فلا حد يباعدنا
ولا دينٌ يفرقنا
لسان الضاد يجمعنا
بغسانٍ وعدنان
فغزى صدام الكويت فقتل وشرد ودمر ونهب وسلب العرب نعم العرب. وليس غيرهم، وفُرض الحصار على العراقيين وقطع العرب صلات ارحامهم وجاعت بلاد الرافدين وتخلفت وماتت الاطفال من المرض ،
فلم تعد بغداد من بلاد العُرب ولم يعد العراقيون من العرب فباعدتنا الحدود. وفرقنا الدين وأصبحنا شيعة وسنة وغادر جدنا عدنان ارض العراق واصطحب معه غسان ، ربما لكي لا يلحقهم العار وربما جلسا على التل ليشاهدا ما تفعله ابناؤهم بابنائهم .
وأصبحت لغة الضاد غريبة منبوذة .
وراحت الشام تستغيث من ضربات بلاد العرب ومؤامراتهم ولحقت بها تونس وليبيا واليمن ، وسخََّّر العرب كل قوتهم لتدمير اخوتهم . فما زال العقل العربي أسير ثقافة ( انا وأخي على أبن عمي ) واسقطوا معادلة ( وانا وابن عمي على الغريب ) واستبدلوها بثقافة جديدة ( انا واخي على اخي وأنا وابن عمي على اخي ) وليذهب الجميع الى الجحيم .
وبعد ان تدمرت بلاد العرب وسقطت الاقنعة وبانت الفرية ، ولم يتبقى في ارض العرب سوى النفط والخيانة ، وقعت الواقعة التي لم تكن لوقعتها كاذبة ، لكنها لم تكن رافعة بل خافضة وساقطة نحو الحضيض ، فتشاجر الاخوان وحوصرت قطر وأغلقت الحدود وخرجت من خارطة بلاد العرب ، فيالها من مهزلة عربية مضحكة مبكية.
حينما يحاصر العرب العرب ويقتل العرب العرب ويدمر العرب العرب
انها صناعة محلية بامتياز
وماركة مسجلة made in Arab
انها مهزلة الأمة العربية ( الواحدة )
ومهزلة السباحة عكس التيار ، والتغافل عن الحقيقة التي هي كالشمس في رابعة النهار
هي إننا أمم ولسنا أمة فمن الجريمة ان ننتمي لامة واحدة ومن الجريمة ان ندعي بأننا عرب .
فما أقبح ما يفعله العربان ويستنكره الأمريكان ويذكروا العرب بشهر رمضان
وحرمة حصار الشعوب والبلدان
لكن أمريكا ليست صادقة ولا العرب ذوي إرادة .
فالسعودية وقطر نظامان سياسيان، لهما مصالحهما ، لا دخل للشعوب فيما يقومان به، كما كان النظام الساقط في العراق، فلماذا تحاصر الشعوب ؟؟؟؟
لست مع طرف من أطراف الأزمة، بل انا الباحث عن العروبة في قصور الحكام الذين تظهر العروبة باتفاقهم وتغيب باختلافهم .
لذا لن ابحث عن العروبة بعد اليوم
((فما من جريمة كاملة في هذا العصر سوى ان يولد المرء عربياً)) محمد المأغوط