يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم (انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق) وهنا اكد الرسول الاعظم ان الدين كله ينحصر في حسن الخلق والتعامل بين البشر بغض النظر عن دياناتهم وطوائفهم والقبائل التي ينتمي لها البشر ، وكل يوم نسمع جميعا عن غدر صديق لصديقه ومشاكل بين عموم الناس سواء كانو اقاربا ام غرباء ، لقد تغير سلوك الناس بين بعضهم البعض وظهرت صفات دخيلة على الناس منها الغيبة والنميمة والغش وغيرها من الصفات السيئة وهنا سأذكر حادثة عن والدي رحمه الله المتوفى سنة 1994 ميلادية حينما طلب احالته للتقاعد عام (1973 ) بخدمة بلغت (21) عاما وبعض من الشهور وعندما سمعت والدتي بهذا الخبر سألت والدي لماذا تحيل نفسك للتقاعد وانت لاتزال لم تبلغ السن القانوني فاجابها بالحرف الواحد بإن الاخلاق قد (خربت ) وهنا اقول ماذا لو يعود والدي وابائكم المتوفين رحمهم الله جميعا الى هذه الدنيا الفانية ويجدون ان الاخلاق قد ذهبت مع اهلها الا ما رحم ربي وما ندر وسيرون ان ابنائهم قد شاب شعرهم وتبدل من اللون الاسود الى اللون الابيض وانذر بخريف العمر ومالذي سيفعله والدي عندما يعلم بان ولده سلام قد توفاه الله وان مهدي سقط شهيدا في احد الانفجارات التي دبرها الارهابيين لعنة الله عليهم بدون ذنب يذكر وماذا سيقول اباءنا عندما يجدون اتفه القوم يتحكمون بمصائرنا وان سراق المال العام لايكتفون بالملايين من الدنانير العراقية وانما بالمليارات من الدولارات وماذا سيقولون عندما يرون عشرات بائعي الماء والكلينكس في التقاطعات المرورية وماذا سيقولون وهم يرون مئات النساء والاطفال وهم يطلبون المعونة ويستجدون كل شي ،وماذا لو رأو شباب العراق يفترشون ارصفة الوزارات من اجل الحصول على فرصة عمل وماذا يقولون وهم يعرفون ان دجلة والفرات اوشكتا على الجفاف وان اهوار العراق بقيت مجرد اسم من التاريخ القريب وان العراق بدأ يستورد الثوم من دول الجوار وماذا يقولون عن الازدحامات المرورية وعن الجو الملوث والبيئة الغير صالحة للعيش وماذا سيقولون عن دمار مدينتنا الحبيبة الجميلة بغداد ،
اعتقد جازما انهم سيشكرون الله على انهم ماتو قبل ان يحدث كل هذا امامهم وسيقولون اعيدونا لقبورنا ارحم لنا من عيشتكم هذه وساحلفهم بالله ان يشكو لله مصيبتنا وان يوصلو صوتنا لاهل السماء بانه قد بلغ السيل الزبى فينا ولا من حل لنا الا بتدخل الهي والله من وراء القصد .