الكاتب / سمير داود حنوش
بداية لا اريد أن يظن أي عاقل أو مجنون على سواء أن هذه السطور ستكون دفاعاً عن فاسد أو نكون من أبواق تلميع لبعض الوجوه التي يتم تدويرها بفضل ديمقراطية العم سام.
مايُثار من ترشيح هوشيار زيباري لرئاسة الجمهورية ربما يُثير في مخيلتنا أكثر من سؤال نعتقد أنه بسيط ولايحتاج إلا الى اجابة أبسط.
أسئلة تضع رحالها في مخيلتنا وتنتظر إجابات عند أي مستقرئ وباحث للشأن العراقي وهو..هل كان زيباري ذلك الوزير الذي إستوزر مرات متكررة في الحكومات التي تعاقبت بعد عام 2003 الفاسد الأوحد بين تلك الحكومات المتعاقبة ووزرائها وصولاً الى رؤساء مجالس الوزراء الذين تسلموا مسؤوليات المسؤول التنفيذي الأول في البلاد؟، بل ليكون سؤالنا أكثر جرأة وهو..هل أن النواب الذين استجوبوا هذا الوزير عناوين في النزاهة؟ وهل كان جميع النواب تحت قبة البرلمان يتمتعون بالنزاهة الوطنية؟ بالتأكيد سيكون الجواب بالنفي فليس الأغلب بأحسن من هذا الوزير (مع الاحترام للقلة من الشخصيات الوطنية) وكأن الأرحام عقمت أن تلد سوى هؤلاء.
بالمحصلة زيباري ليس بأفضل أو أسوء من برهم صالح وهؤلاء ليسوا بأفضل ممن سبقوهم أو الذين سيأتون مستقبلاً ثم ماذا سيكون موقف الممانعين فيما لو تولى مسؤولية نائب رئيس الجمهورية شخص طائفي نعت طائفة مهمة في البلد بأقبح الأوصاف؟ وكيف ستكون ردود الأفعال؟.
المشكلة في نظامنا السياسي المتهرئ والمتهالك الذي أوجد منظومة سياسية فاسدة لاتجيد سوى تدوير الوجوه في كل عملية إنتخابية.
مصيبتنا في منظومة سياسية يتكرر فيها إنتاج هؤلاء مع تغيير وتبادل في مراكز المسؤولية في الحكومات المتعاقبة إلى درجة أن مسؤولاً بدرجة رئيس وزراء حكومة تحوّل في حكومة لاحقة إلى وزير خارجية.
النظام السياسي في العراق لايحتاج إلى حقيقة ويقين أنه نظام سياسي ميّت سريرياً ينتظر من يرفع عنه كمامة التنفس الأصطناعي لتكتب له شهادة وفاة رسمية.
زيباري ليس الفاسد الأوحد بل أغلبكم فاسدين إن كنتم تعترفون بها أو لا، فهي كحقيقة نور الشمس الذي لايحجبه غربال.
أسألوهم أيها الشعب وقبل ذلك اسألوا أنفسكم هل كان زيباري الفاسد الوحيد من بين أولئك الذين حكمونا وسرقونا؟ وهل مصائبنا سببها زيباري وحده؟