الكاتب / فلاح مهدي

 

الحياة، للأسف، لا تملك معنى. في كل شيء ما عدا، سأذكره لاحقاً
عاجزة عن تقديم معنى وحين تقدم فهي للأسف أيضاً، تقدم الماء من بعيد، عندما نقترب نجده سراب. في الخوف فقط، هناك معنى للوجود، الخوف هو معنى الحياة وما عداه محض هراء. ولنا في ذلك مثالان، بارس مصيبة طروادة عندما قرر المبارزة من أجل شرفه وحبيبته ووصل مرحلة سيُقتل، خاف ومن قبل عندما قرر خوض هذه الحرب هو قد تغلب على الخوف وعندما رمى على الأرض ووضح له موته أرتعب وهنا قد وضح المعنى، لذلك خاف. والمثال الآخر هو عندما نسمع بانتحار أحدا ما نواسي نعم في البداية ونلوم وذم ولكن الكلام الخفي الذي نقوله ولا يسمعه سوانا هو (كيف انتحر) وليس لماذا انتحر نحن نفكر في جرأته على مصارعة الموت ونجاحه في هزيمة شهواته ومعروف عن البشر حب البقاء، فكيف استطاع فعل ذلك وهذا هو ما يشغلنا لذلك الخوف صاحب المعنى وليس الموت كما يشاع أن الموت هو المعنى الوجودي الحقيقي، غلط، في الخوف فقط نعرف ما تعني الحياة ونراها بصورة أوضح دون مشاعر وتشويش خارجي ونكون أقرب للموضوعية، عند الخوف، من الذاتية. لذلك الخائف أقوى من الذي لم يجرب الخوف، في المواقف وفي التحدث بشأن هذا الموضوع فحتى الفيلسوف الذي لم يجرب الخوف لن يكون بمستطاعه التحدث عن الخوف وسبر غوره والتوسع كما سيتحدث شخص يخاف المرتفعات وقد جرب الوقوف أمام خوفه ولا يفصل بينهم شيئًا، عن الخوف وسبر غوره بديهياً مدفوع بكابوس يعايشه. الخائفين يعرفون المعنى ومتى ما جازفوا قُل أنهم قد سأموا المعنى أو لم يعد يريد الخائف الاستمرار وسط الشجعان. وهذه هي الحقيقة للأسف، معنى الوجود محصور بالخوف وفي الموت قليلاً نسبة تكاد لا تُذكر. وخير دليل هو إعجابنا بالذين يواجهون الخوف الذين يملكون قلوب صخرية ليقفوا في وجه الوحش دون مسافة، يعلنون الحرب والوحش مستغرب وحين يبدأ وهو واثق من هزيمتهم يعرف مدى حجم ثقتهم وعدم اهتمامهم بما يحدث فينهزم لذلك يعد المعنى الخوفي من أسمى معاني الوجود التي تنحصر كلها في الخوف ولذلك المعنى الأسمى هو حين يواجه الشخص فيرتعب وهو يعرف المعنى وهنا أما يكمل الصراع أو يستسلم. وما دون هذا ل (الأسمى) كلها محصورة في محاولة التأقلم مع مخاوفك. لذلك أي معنى تلمسه في الحياة على الفور أجزم أنه معنى من معاني الخوف في الوجود المحصور معناه في خوف. ولنا مثال آخر في- صراع العروش- ابن سيرسي الذي لا يحضرني اسمه، مات مسموماً وهو ملك، كانت نظراته كافية لتشرح الحالة الخوفية وإدراك المعنى متأخر واستسلامه الواضح جداً للخوف وهذا قد حصد معنى ولكن ليس سامياً بل معنى وجودي بسيط

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *