-1-
في كتب الأدب أخبار وحكايات عن صبيانٍ نظموا الشعر في وقت مبكر .
وقد أنقذ الشعر ( عليَّ بن الجهم ) من العقوبة التي فُرضت عليه ، فقد اتفق أبوه ( الجهم ) مع معلّم ولده (علي) – معلم الصبيان – أنْ يحبسه عن الخروج حين يخرج الصبيان الى بيوتهم
فكتب علي بن الجهم ببيتيْن الى أمّه قال فيهما :
أمي جُعلتُ فداكِ مِنْ أمٍّ
أشكو اليكَ فظاظةَ (الجَهْمِ)
قد سُرح الصبيانُ كلُّهم
وبقيتُ محصوراً بلا جُرمِ
لقد استنجد بأمه للخلاص مما وقع فيه وكان الشعر منقذه من الورطة .
-2-
ومن النوادر في شعر الصبيان ما ذكره التاريخ من قصة الفراء مع صَبِيٍّ أنشده أرجوزةً فقال له :
لمن هي ؟
فقال :
لي
وحين أنكر عليه الفراء ذلك قال :
إنّي وإنْ كنتُ صغيرَ السنِّ
وكانَ في العيَنِ نُبُّوٌ عنيّ
فانّ شيطانَ أميرِ الجِنِّ
يذهبُ بي في الشعر كُلَّ فَنِّ
-3-
ولا نذكر لكم هذه الأخبار من باب التسلية .. وانما من باب التحفيز والحض على اعطاء الأدب ما يستحقه من عناية، بعد أنْ انخفضت مناسِيبُه الى حد بعيد..
اين مِنْ هذا الصبيِّ الشاعر الملايين ممن يعدون أنفسهم من المثقفين ، الذين يعجزون عن كتابة بضع أسطر دون الاخلال بقواعد اللغة ؟
-4-
نحن ندعو أولياء الأمور الى اختيار نُخبة من الأشعار – لا سيما تلك المختصة بمديح النبي المختار وعترته الابرار صلوات الله عليهم أجمعين- وتشجيع أولادهم على حفظها، الأمر الذي يقرّبهم من امتلاك الذائقة الأدبية المطلوبة ،
ويفتح الباب أمامهم لتعميق صلتهم بالأدب واللغة والتراث ، وفي هذا ما يمكن ان يعالج الجوانب السلبية الخطيرة الراهنة .