لم اكن يوما احد طلابه المميزين ، ولم اكن ضمن فريق عمله الاول ، ولكنني تعلمت منه ان الفرصة لا تتكرر كل يوم واذا مرت من قربك لا تتركها تذهب الى احضان الغير لانها لن تعود يوما اليك.

في بعض الاحايين بعلمه واخرى من دون علمه كنت مرارا اتابع وادون كل صغيرة وكبيرة يقولها ، بل انني حتى يومنا هذا احفظ عن ظهر قلب طريقة نطقه لبعض الكلمات بل واتباهى بتكرارها امام الجميع واقول لهم تعلمتها من سيدي واستاذي الكبير فيصل الياسري .

كنت صغيرة وفي مقتبل العمر وحظيت بفرصة العمل معه كمصححة لغوية لاحد اعماله التعليمية ، فهو برأيي من يصنع الفرص والاهداف والاماني والاحلام ،تعاملت مع كبار المخرجين واصحاب الاقلام المبدعة، شاهــدت عدسات الكاميرات وهي تدور معلنة انطلاق باكورة اعماله التي كانت شاشات التلفــــاز العربية والخليجية تتنافس على مشاهدتها.

لم يدم الامر طويلا معي حتى وجد استاذي انني قريبة من غرفة الاخبار واسعى دوما لمواكبة الاخبار العالمية والعربية رغم اننا في ذلك الوقت كنا مجبورين ومقيدين على التعامل مع الاخبار الرسمية فقط.من هناك من مكتب قناة الديار انطلقت اشدو في معركة الاخبار لاكون مراسلة تلفزيونية واذاعية لكبرى القنوات والاذاعات الخليجية وهو يقول لي دوما انصتي انطلقي تعلمي .

لم اعرف يوما كيفية صياغة الخبر ولم اتعامل مع الكاميرا التي اصبحت فيما بعد صديقتي التي تدون اجمل واحلى مواقفي،ولكن ابرز الملاحظات والتي وصل البعض منها الى حد التأنيب والتي كان يرددها يوميا الياسري على الزميل ديار العمري دونتها في قلبي قبل ان اكتبها في عقلي كلما وضعت قلمي لاخط اول سطر اذكره،وانا اقف امام الساحرة اضحك وابتسم في داخلي واذكر هيبة الياسري اثناء حديثه عن رفيقة دربه.

فرقتنا ايام الحرب اللعينة وابعدتنا عمن نحب،وكل وجد ضالته في بلاد المهجر،وبقيت هنا اصارع واكافح يوما مع المحتل واخرى مع السياسات الخربة التي اكرمنا الله بها،وبعد خمسة عشر عاما توجهت الى نفس المكان حيث انطلقت وصافحت سيدي بحرارة التلميذ الذي يسعد بلحظات العمر في كل لحظة استذكار ،واذا به يغمرني بذات الاسئلة التي كان يطرحها ونحن صغار،شاهدت الفرح في عينيه ينغمر لاجلي، وشعـــرت بسعادته التي فاقت حدود الارجاء ،وهو ينادي الشـــــــباب الصغير ممن حوله ويقول لهم (هذه احدى تلاميذي)، غمرني بعطفه قبل عمله،اشادني برحمته قبل قسوته كان لي مشجعا ومحفزا كعادته .

منك ياسيدي تعلمنا أنّ للنجاح قيمة ومعنى ومنك تعلمنا كيف يكون التفاني والإخلاص في العمل ومعك آمنا أنّ لا مستحيل في سبيل الإبداع والرقي، لذا فرض علينا عدم نسيانك واسمك سيبقى دائما خالدا في ذاكرتي.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *