في (النص العابر للأجناس)
إن النص العابر للأجناس هو النص الذي لا تنطبق عليه المعايير البنائية للأجناس المتداولة والمتعارف عليها قديمها وجديدها ، ويخلق قوانينه الداخلية المستقلة بذاته ، وبهذا المعنىٰ فإن قصيدة التفعيلة تعدّ نصاً عابر للأجناس المعروفة في زمن ظهورها ، وكذلك الرواية التي عدّت نصاً عابراً للأجناس المتعارف عليها ٱنذاك والخاضعة للتقسيم الأرسطي الصارم (ملحمي، درامي، غنائي) لأن زمن ظهورها /الرواية قد حصل بعد استقرار الأجناس الأرسطية ، وهنا تتبدىٰ فاعلية وتأثير الصيرورة الاجتماعية في ظهور الأجناس والأنواع ، وكذلك قصيدة النثر العالمية التي عدّت نصاً عابراً لجنسي الشعر والنثر ، أما الدعوة إلى كتابة نص يتضمن جميع الأجناس نثرها وشعرها فهو نص يصطدم بعامل المهيمنة النصية السردية أو الشعرية ، وهو نص لم ينجز بعد على الرغم من وجود هذه الدعوة منذ النصف الأول من القرن الماضي ، كما دعاه (جينيت) ب (جامع النص) وعدّه النص الذي يمثل مرحلة مابعد الحداثة ، إلّا أنه اشترط وجود الأجناس داخل النص بنسب متوازنة ومتساوية دفعاً المهيمنة النصية ، وجلّ ما أُنجز هو التداخل والمزج بين الأجناس والأنواع الذي بدأ بدعوة الرومانسية الذي عدّته قانوناً طبيعياً بفعل التحول الاجتماعي وبالتالي تحولات الأدب ، إذ شهدت وتشهد النصوص الشعرية منها والسردية تداخل الأجناس مع وجود المهيمنة الإجناسية للنص كونه شعرا أو سردا ، فقد أسفر هذا التداخل عن خرق مقولة نقاء الجنس اليونانية صوب النص المتداخل دون إلغاء بنائية الاجناس التي تتعرض للتداخل ، ويبقىٰ الطموح مشروع مع الإيمان بالصيرورة المستمرة للحياة وبالتالي في الأدب .

 

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *