الشاعر / المصطفى المحبوب
لم تترك لنا فسحة للضحك
لم تترك لنا مجالا للشك
تعمدتَ عدم إخبارنا بمشاريعك ..
هل ستخبرنا بموعد عودتك في المرة القادمة
هل ستحجز لنا تذكرة لقضاء عطلة
الصيف المقبل بجوارك ..
المهم لن نخبرك بطقوس عشاء اليوم
بالبكاء الذي وزعناه بيننا
نعم اتفقنا على أن نبقي لك طعامك المفضل
حتى تنهي متعك البحرية ..
حبيبي أوصيك باستغلال مهاراتك
وأنت تقابل الآلهة هناك ..
تذكر جيدا تقنيات السباحة التي تعلمناها معا ..
قد تفيدك في عبور نهر أو تنظيف حديقة هناك
أو مداعبة غزالة أو تقبيل عذراء جميلة..
أما دراجتك الرياضية سنبعثها لك حينما
نصلح عجلتها الخلفية وننهي إجراءات التأمين ..
ربما تحتاجها هناك لتغري بنات الملائكة ..
حبيبي سأستنجد بك رغم غيابك
لتعلمني ركوب الأمواج
لتقص شعري بأناملك المطيعة
لتقلم أظافري وتنظف أذني من الشعر المقرف ..
لن أزعجك بطلبات إضافية ..
هذه المرة سنتحدث
عن رغباتك ومشاريعك المستقبلية ..
لطالما كنت مغرما بركوب الامواج
كنتً تصاب بكدمات كثيرة
كنتَ تخفي عني ذلك
أعرف انك لا تحب أن تراني منشغلا
بتفاهات الأطفال والمراهقين ..
كنت تسرع في تناول وجباتك
لتلتحق ببنات الأمواج وسحر الرمال
وكنتُ أتابع تطور إنجازاتك
ومسكك الأمواج من أعناقها ..
كنتُ ككل مرة بطربوشي التقليدي
ألوح لك بالرجوع وعدم التساهل مع الموج
وكنت تبتسم وتقول لي :
لا تخف يا أبي
فإن الموت قادم لا محالة ..