منذ بدء أحداث التغيير عام 2003 وحتى اليوم الحاضر يبحث الشعب العراقي ( المكَرود ) على اثر طيب يدله على ان الوضع الجديد هو أفضل من السابق فلم يجده !! بل على العكس من ذلك فكلما يمضي الوقت تزداد آلامه وحسراته على أيام يراها أفضل من الحاضر وهذا ليس حبا بها وانما لم يلمس أفضل منها تحت ظل الحكومات المتعاقبة التي أدارت العراق على مدى السنوات الماضية بطريقة مخجلة لم يشهد لها التاريخ من مثيل وقد بقي مكَاريد العراق يتطلعون الى تنفيذ ولو بعض من الوعود الرنانة التي تتوالى من كبار المسئولين حال تسنمهم المواقع الحكومية أو قبل ذلك من خلال الحملات الانتخابية وهكذا توالت الأيام بكل قساوتها التي أثقلت كاهل الشعب العراقي الذي أصابه اليأس والإحباط وخابت آماله حتى من الذين كان يتأمل بهم خيرا وانهارت جسور ثقة المواطن بالطبقة السياسية التي حكمت العراق بلا حكمة أو حرص أو شعور بالمسئولية وهذا مادفع أصحاب الحس الإنساني والوطني الى التظاهر والتعبير بسلمية عن الاستياء الشديد ازاء الإدارات الحكومية السابقة الفاشلة التي لم تنجح ولو بملف واحد يخدم الشعب ويرفع عنه المظلومية بما في ذلك القرارات التي توصف بانها منقذة للشعب والتي لايتم تطبيقها ثم تتلاشى وتذهب أدراج الرياح الا القرارات التي تخدم مصالح السياسيين الضيقة فهذه تأخذ طريقها للتنفيذ الفوري بلا عوائق وتريث او ممنوعات ومحاذير كونها مغنمة ومنافع فلكية دسمة لهم ولحاشيتهم المحيطة بهم إضافة الى هيمنة الأطراف الأخرى المرتبطة بالسلطة على مقدرات العراقيين وكأن العراق أصبح ملكا مشاعا لهم ولعوائلهم المنتشرة خارج العراق التي تتمتع بالأموال الطائلة المتأتية من السحت ومن قوت الفقراء والمحرومين الذين ليس لهم الا أن يتطلعون الى السماء ويدعون ربهم العظيم ان يُسخر لهم مسئولا وقائدا شجاعا يخاف الله عز وجل والضمير يقدر معاناتهم ومظلوميتهم التي طال أمدها ويحافظ على كرامتهم ويضمن مستقبلهم وحقوقهم الإنسانية التي كفلها الدستور والقانون بلا تمييز فياترى هل تحقق حكومة رئيس الوزراء السوداني الجديدة أحلام (المكَاريد ) ام تسير بضغوطات أصحاب المصالح غير الشرعية كما كان نهج الحكومات السابقة التي تسببت بتدمير القيم الإنسانية والوطنية في العراق وبعدها تدمير تأريخه واقتصاده وهدم بنيانه وتحطيم مفاصل إدارته المهنية وبتعمد ؟؟ ومع كل هذا فان أحلام المكَاريد مازالت قائمة !!