كثيرة هي التوصيفات التي اطلقت بشان ما قدمه المنتخب العراقي من مستوى في مواجهته الودية امام المنتخب المكسيكي والتي تنبا فيها بعض الكتاب من ان المستوى الذي سيقدمه المنتخب في تلك المواجهة سيكون كارثيا لاعتبارات عديدة اهمها ان المنتخب لم يحظى بفترة تجمع واحدة لمعرفة مستويات اللاعبين ممن تمت دعوتهم اضافة للكثير من الانتقادات التي تلت المباراة واقتصرت وتيرتها على ما قدمه اللاعبين المحليين في حين تم الايقان ان مستوى اللعب تاثر بدخول بعض المحترفين ممن ابقاهم المدرب المؤقت راضي شنيشل للزج بهم في اخر انفاس المباراة .
وللامانة لم يحظى اي منتخب من اجيال المنتخبات الوطنية بمثل تلك التوصيفات والانتقادات كما حظي منتخب المرحلة الراهنة لاسيما وانه وقع في عنق اللوغاريتمات العصية على الحل والمرتبطة بمن الاكثر قدرة على تمثيل المنتخب من اللاعبين المحليين من نتاج الدوري العراقي او الاقتصار على خامة اللاعبين المحترفين كون تلك اللوغاريتمات تستند على الفوارق الامكانية بين كلا من اللاعبين اضافة لثقافة اللعب التي تباين بين لاعب الدوري الراقي وقرينه من لاعبي الدوريات الاوربية الاخرى وهذا ما شكل نفقا مظلما اثر على مستوى المنتخب خصوصا حينما يتسنى له اللعب وخوض لمباريات لتجد الكثير من السنة المطالبة بتهميش اللاعب المحلي واعتباره من الكماليات والاستعانة باللاعب المحترف فحسب .
هذا من جانب اما جانب الاشكالية التي طالما ايضا عدت لوغاريتم عصي عن الحل فهي الرؤية المختلفة من جانب المدرب المحلي عن نظيره الاجنبي فقد انتشرت صور كثيرة لانفعالات المدرب الاسباني الجديد كاساس وهي ترصد ردود افعاله من مستويات اغلب اللاعبين مع ان الموجة االتي بتنا نسمعها من ان المدرب المذكور سيركز على عمله استهدافا لخلق جيل كروي قادر على التاهل لمونديال 2026 دون الاشارة الى الاساسيات التي تحكم خطة العمل او ايجاد الحلول الكفيلة بالقضاء على قصور بعض خطوط اللعب او تنشيطها بناءا على واقع الحال الذي برز في مباراتنا ضد المكسيك والتي تجلى فيها القصور الدفاعي وسوء التنظيم اضافة لعبء لذي عانى منه منتخبنا جراء افتقاره لمنسوب اللياقة البدنية مما عزز من ارتكاب اخطاء اضافية عززت من تسجيل منتخب المكسيك لاهداف اخرى في حصيلته.
وللامانة فان اقسى ما واجهه المنتخب الحالي هو التاريخ حينما تطرق لاخر مواجهة جمعت المنتخبين في اطار مونديال المكسيك قل نحو 36 عاما وحينها واجه المنتخب العراقي عاملين اضافيين الى جانب عناصر المنتخب وهما اللعب في ظروف مناخية رطبة ومؤثرة اضافة للجمهور العريض الذي اكتظت به مدرجات ملعب الازتيك ومع ذلك فقد تعرض منتخبنا لخسارة منطقية بهدف وحيد بوجود عدد من الاسماء المهمة التي كونت جيل الكرة الذهبية لاسفارة الكرة العراقية ولذلك بدت الكثير من مواقع التواصل تستذكر محطات من تلك المباراة وتقارنها بما جرى في اجواء المباراة الودية الاخرى الاخيرة .يبقى لنفق المظلم الذي دخلته الكرة العراقية والبحث عن معالجات تكفل خروجه منها مسؤولية اطراف عديدة من بينها عدم اعتبار المنتخب المذكور حقلا للتجارب من جانب التغييرات المستمرة للمدربين والتي عكست تخبطا واضحا في الاساليب والرؤ ى الكفيلة بجانب كل مدرب كما يتبقى لما لتاثير الاستعانة باللاعبين المحترفين وتفضيلهم على لاعبي الدوري المحلي نفق اخر اكثر حلكة بسبب تهميش للمسابقة التي لطالما مثلت ركيزة رئيسية برفد المنتخب بالعناصر المختلفة التي اسهمت بصنع الانجازات المضيئة لكرتنا العراقية حيث شكلت على سبيل المثال فترة الثمانينات التي تحقق في خضمها التاهل اليتيم لمنتخبنا للمونديال اشكاليةكبيرة بالنسبة للمدرب في تفضيل كفة لاعب على اخر في صفوف المنتخب مع ان هذه الاشكالية تجددت في راهن المنتخب بسبب ندرة اللاعبين المميزين ممن بامكانهم ملا شاغر بعض الصفوف او تحقيق نسبة الجودة المناسبة للظهور بمستوى مقبول في سياق خطوط اللعب الاخرى .