في مداولات كثيرة واراء متباينة و اختلاف وجهات النظر عن دور الرواية في الاحداث يقفز السؤال : ما فائدة الكتابة في احداث أكل الزمن عليها وشرب !!؟ هل يجتر الكاتب الاحداث اجترارا ليجلد التاريخ ! ام الكتابة عن الاحداث الماضية هو خواء في روح وخوف من مقص الرقيب والسلطة وما فائدة الكتابة بعد انطفاء نيران الاحداث!!؟
رأي يرى ان الحدث يجب أن يستفز قلم الكاتب وينقل حرارته بما يري وما يسمع ليرسم ايجابيات الحدث؛ كي يندمج مع مشاعر الناس اندماجا متوحدا معبرا عن امنيات الثائرين. وهذا الفريق يستشهد بشعراء كثيرون كان لدورهم اثر هام كشعراء في ايقاد شعلة الثورات الفرنسية والروسية والعربية امثال : فولتير ؛ جان جاك روسو؛ مونتسيكيه؛ دعبل الخزاعي؛ الرصافي؛ الجواهري محمود درويش احمد فؤاد نجم؛ ابو القاسم الشابي وغيرهم الكثير. ان الجمهور سماعي يتأثر باللحظة اليقظوية الراهنة. هذا الرأي سديد وسليم بدور الشعراء في استنفار همم الجمهور.
يقفز السؤال الآخر عن دور كاتب القصة والرواية ويرى هؤلاء وانا منهم ؛ على كتاب الرواية والقصة ان يتمهلوا كثيرا كثيرا و لا يكتبوا في أتون الاحداث لانهم سيكونوا تحت تأثير لحظة الانفعال والتي ستنتج انحيازا مطلقا للصورة الضبابية ولا يرى ما خلف هذا الضباب من الاعيب السياسة والسياسين؛ على الكاتب الروائي ان يترك فسحة زمنية كبيرة جدا جدا حتى ينقشع الضباب وتوضح الصورة افقيا لا يشوبها الارتباك والانفعالية ورد الفعل الآني ولنا من التأريخ الكثير من الامثلة. في احداث مصر وسوريا والعراق. كتب نجيب محفوظ؛ محمد الماغوط؛ عبد الرحمن منيف؛ فؤاد التكرلي عن انتكاسات وهزائم الانظمة والاحزاب بعد سنوات حينما ( اشرقت شمس الحقيقة). لذا ارى ان تروي الكاتب الروائي ضروريا ونحن نعرف ان الرواية مقروءة ولست كالشعر السماعي اللحظوي.؛ حتى تصبح وثيقة تاريخية فنية ( سكوب ملون)