الفقر ، هذه الآفة الخطيرة ، والارضة التي تهدد بنيان الوطن ، تؤكد الكواليس إنها اصبحت الاولوية الاولى في المنهاج الوزاري الجديد ، وإن الوزارات كافة ، وضعت في جدول مهامها الرئيسة هذه المعضلة التي رافقت المجتمع العراقي ، فالقضاء عليها أصبح هدفا استراتيجيا ، والتخفيف منها بات ضرورة مرحلية ، سريعة التنفيذ .
شخصيا، كتبتُ عن هذا الموضوع مرات عدة ، وعشرات غيري من الزملاء تناوله ايضا، حتى أصبح حديث العامة، في مجالسهم، ولقاءاتهم.. وتحول الى قضية ” رأي عام ” غير ان الدولة بأجهزتها واذرعها الممتدة في كل مكان، بقت جالسة في موقع المتفرج، وكأن الامر لا يعنيها !
ومن المؤكد ، ان ظاهرة الاستجداء، وافتراش ارصفة الشوارع، و ظاهرة تجمع الفتيات والصبيان الذين يمسكون ماسحات ومرشة الماء، بهدف مسح زجاج السيارات التي تتوقف في التقاطعات بالقوة ، وانتشار شباب بعمر الفتوة والنشاط، يمارسون مهنا لا تليق بعنفوانهم، مثل التلويح بقناني المياه، او حاملين حافظات الشاي منادين بأصوات “خجلى” لمن يرغب باحتساء الشاي للسائقين والمارة، او حاملين لعبا رخيصة للأطفال ، وغيرها من المشاهدات اليومية التي نلاحظ بعضها في المنعطفات، والآخر في عيادات الاطباء والمطاعم والشوارع والاسواق، وتلمسها رباب البيوت في الصباح والظهيرة من خلال طرق الابواب بشدة من قبل نساء واطفال راجين العطف بالمال والكسوة والطعام ، تدل على الفاقة والفقر.. فهل ادرك من بيده الأمر ان الفقر اذا دخل من الباب ، فحب الوطن يهرب من الشباك.؟
لا شك ان الظواهر التي أشرت اليها ، صادمة للمجتمع، ان صدق اصحابها باحتياجاتهم ، ام كذبوا، فباعوا كرامتهم من اجل كسب سهل.. فما هو دور الدولة والمجتمع، أزاءها ، ولاسيما ان رقعتها اتسعت في بلد غني، مثل العراق؟ سؤال، بقي دون جواب، لكن ما وصلني من ” كواليس ” الحكومة ان الحل بات قريبا .. يا رب ..
فهل سيختفي منظر امرأة تستجدي بنداءات حزينة، وهي تضع على حجرها طفلاً رضيعاً، دست في حليبه مادة منومة، حتى يبدو نائما، او معتلاً ، اوشابا يدخل مطعما ويده ممتدة ، باحثا عن لقمة طعام و… و…؟