كيف تُدلين بي إلى عمق الزهرة هذه
ثم عليّ أن أكون رطِبا كالقاع
أو أنفخ العطر
أو اتسرب إليك من غصنها
كيف يستعجلني اليباس
لأخرج من بين لحاء عشقنا وأنا ريق أسمر يفور من فمك؟!
لا تختلف نوايا الأزهار حتى يذبل عودها
وتتملص منها الروائح يا عشتار
ذبولي لا يرتد من الطين الذي شكّل عناقنا على حافة نهر،
تحت مظلة من سعف،
على مرأى من البيوت الضيقة نوافذها.
لم يرنا أحد من المارة كما الخوف آنذاك.
الطين الذي انزلق بنا إلى العرش الأبيض ليس على علم برجفة أقدام طفوليتك وأنت تراودين الإنحناءات في مسيرنا حتى الآن .
الزهرة الذائبة بين دفاتري لا أحد يتعرف عليها.
الذابلة لا أحد قادر على ثني وجنتيها غيري متى كنت أقف دون تردد على عوالم طينها.
مجساتك تشتعل ودقات موقدك لا تعرف أين تستقر تحتك.
لا رماد
لا أثر للدخان،
لا أمل بين قبضتي، لا نجمة تتألق تحت السعفة.
كيف أنك تسوقيني إلى جذور لا أعرفها، لا تنتمي إليها نواياي ولا رغباتي التي عقدت حولها أملا .
على لسانك يقف ميسم ما
على كفي تقفين أنت دونما تصنيف لأي الأراضي أنت منتمية
أو لأي الفتن يسوقني قدر بعيون لا أعرف لون واحد لها
تقفين تحتي شمسا وامرأة
وأفتش في وجهك عن اللون الاكثر خضرة
عيناك شقفتا ليل مر بينهما شهاب
وأنا الجذع المترقب من تحتهما
من بينهما،
من الأغنيات أنسل عاشقا رمى الجرة في قعرك
كيف للموجة أن تسير بي بعيدا ثم يلفظني الشاطىء أبعد
لست الآن أكثر من لهفة تتردد على جداولك
وأنت تلوحين بحاجبين مقطوبين