في 15 تشرين الثاني من العام 762 م ولدت عروسنا بغداد على يد الخليفه ابو جعفر المنصور الذي اختارها لتكون مقره المركزي لحكم الدوله العباسيه الذي ذاع صيتها وانتشرت اخبارها لتعم العالم وقد مر عيد التأسيس هذا العام لمدينه لم تكون حينها فخرا للعراقين فقط بل للدوله العربيه وللامه الاسلاميه وللانسانيه جمعاء ولعل كتب التأريخ في عواصم العالم وبلغاتها العديده تسطر بحروف من ذهب دور هذه المدينه ليس وصفا لتصميمها او هيكلها وموقعها وموضعها الجغرافي حسب بل لما كان لها من مزايا مكانتها السياسيه والعلميه والاقتصاديه والثقافيه ، انها ايها الساده ابنة العراقيين الطاهره وحاضرة العرب والمسلمين التي حملت لواء امجادهم وحلم رجالهم انها منارة الانسانيه الذين يتمنون الاقامه فيها ولو لليلة من لياليها الحالمه .
انها بغداد الخضراء بضفاف دجلتها الخالد الوارف بالنخيل والبساتين الغناء انها الهام الشعراء وموطن السلاطين والملوك والامراء انها صانعة الخلفاء والادباء والعلماء والقضاة والشعراء .ورغم كل تقديري واحترامي لمن حاول ان يبادر للاحتفاء بيوم تأسيسها الخالد الا انني وجدتها محاولات خجوله امام هذا الحدث الكبير خصوصا ونحن نعيش اوقات محن ومصائب عديده في بلد كالعراق الذي وهبه الله من الخيرات والعقول والتأريخ ما لم يمنحه للكثير من البلاد نعم انها خجوله تلك المبادرات والنشاطات التي استقبل بها العراقيون والبغداديون والعرب والمسلمون ذكرى ميلاد ابنتهم التي حافظت على امجادهم وتأريخهم فبغداد لا يحتفل بها في داخل البيوت لأنها ستعتب علينا ان لم نعطيها حقها فهي ليست نكره وهي ليست ملك لموظف او سياسي او حزب او عشيره او محافظه انها ايها الاحباب بغداد عروسنا الجميله التي لا تحتاج للذهاب بها الى الصالون لوضع لمسات المساحيق والالوان بغداد عندما يمر ميلادها يجب ان يكون يوما اخر يوم عيد يعيشه كل العراقيين في مدارسهم وجامعاتهم ودوائرهم واحزابهم ومقارات رئاساتهم الثلاث والكل يتبارى ويتسابق في تقديم الافضل وتخصص الاموال والجوائز لكرنفالات في كل المحافظات والاقضيه والنواحي والقرى وعلى جذوع النخيل وعلى جسور بغداد واينما يوجد العراقي يتباهى ببغداده وفي كل سفاراتنا في شتى بقاع العالم نعم هكذا يتم استقبال عيد ميلاد بغداد ودعوتي من خلال منبر الزمان الحر ادعو امانة بغداد ومحافظة بغداد ان تتهيأ في كل عام لذلك الكرنفال ونستعين بالاكاديمين والمؤرخين والجغرافين ومخططي المدن وحتى السياسين للحديث عن بغداد اما زملائي الاعلامين فأنني لا اعتب عليهم ولكن ارجو منهم ان تتصدر في العام القادم صحفهم وقنواتهم مواضيع وصور ولقاءات مع المختصين بالمدن للحديث عن بغداد على كل حال الطريق طويل والعام القادم سيأتي بأذن الله والعراقين والعرب والمسلمين والناس اجمعين بكل خير وطمأنينه وسلام ورخاء وسيكون لنا لقاء بأذن الله تعالى في بغداد لنعيش عرسها الذي تستحقه.