مع بدء العد التنازلي لأي حدث سياسي كموعد للانتخابات البرلمانية أو عملية تشكيل حكومة أو الترشيح لمنصب رئيس الوزراء تشتعل شرارة التسقيط السياسي بين الكتل السياسية ومرشحيها وأنصارها للظفر بأكبر عدد من المغانم،ولم تسلم جميع الكتل من محاولات تسقيط بعضها البعض الاسلامي منها أو المدني الذي تقابله فتاوى تكفيرية جاهزة بمنهجية ( كفيشية ).صحيح ان البعض منا ينظر الى العملية السياسية على انها تجربة ديمقراطية والحقيقة اننا لم نخرج من دائرة الدكتاتورية بعد ،فبدلا من دكتاتورية الحزب الواحد انتقلنا الى دكتاتوريات متعددة وبرموز صنمية بديلا عن الصنم الواحد.في ظل هذا الصراع على السلطة يتفنن الكل في تسقيط الاخر ويرى نفسه من الملائكة والاخرين شياطين.أرى ان منهج التسقيط متأصل في شخصيتنا الغارقة بالازدواجية فنحن لانرى الا عيوب الاخرين فاذا كان هناك شخص ناجح نبحث بل ننبش كل سجلات وقبور أجداده لعلنا نجد ثلمة في تاريخه وسلوكه ، فليس غريبا أن تسمع اشارات تسقيطية للحديث عن الناجحين مثل ( ابن البگال ،ابن ابو اللبلبي ، هذا الفگر ….وغيرها) ولازالت ذاكرتي تحفظ معزوفة ( ابن ابو الفجل ) لجارة عجوز لنا تقابل بها نسيبها عند خلافه مع ابنتها، بل لا تستغرب عزيزي القارئ عندما تسمع نقدا لشاعر مبدع أو فنان متألق فيقال له : عملك رائع ولكنك متأثر ب( ….) في محاولات تسقيطية مبطنة.ولعل أحدث وسائل التسقيط بل أخطرها ما يتداوله البعض من أفلام ولقطات اباحية لنساء ورجال يدخلون الى المعترك السياسي سواء برلماني أو منصب حكومي ،تضم هذه الوسائل في ثناياها بعدا اخلاقيا قبل البعد السياسي.

ليس من واجبنا أو سلطتنا مناقشة أو مقاضاة الاختيارات الشخصية للناس ولكن مع وجود شخصيات سياسية أو معنوية ينسحب الأمر الى الشأن العام ولا يندرج في باب تشويه سمعة عائلة أو فرد بل يمس المؤسسة التي تعمل بها والأهم ملامستها للقيم المجتمعية لعموم البلد.مروجو هذه الافلام يستهدفون قيمنا الاجتماعية الكبيرة المتمثلة في رمزية المراة العراقية الصابرة التي أنجبت الرجال الذين جادوا بدمهم في مقارعة قوى الظلام من اجل ان يبقى العراق واقفا على قدميه.الموضوع ليس مجرد لقطات اباحية بل استهداف ممنهج لقتل روح الانتماء الى المجتمع وتسفيه قيمه؟ ولنعرف جيدا إننا جزء من التنمر ان لم يكن على (س) فعلى غيره ، المحيط يفرض على الانسان الكثير ، نعيش تراجعا كبيرا في كل المستويات يمكن عنونته بحقبة هابطة تأثيرها علينا كلنا ..

حذار من ممارسة تسقيط مجتمعي لبعضنا !

اعتقد الموضوع بحاجة الى تعليقاتكم الواعية

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *