استجاب رئيس مجموعة الإعلام المستقل الأستاذ سعد البزاز لجميع مناشدات المواطنين خلال الإحتفال بعيد المولد النبوي الشريف بمدينة الاعظمية ببغداد ، وأمر بتسديد ديون المتعففين ومساعدتهم في العلاج والدراسة وتلبية حاجات جميع الذين ناشدوه قائلا : هؤلاء لايطلبون مني ، هؤلاء يأمرونني ! وقبل ذلك بيومين قدم البزاز 50 مليون دينار لعائلة بغدادية ضمن برنامج ” على نياتكم ترزقــون ” الذي يبث من قناة ” الشرقية ” ، من جانب آخر وجه بمعالجة الاميرة مريم وتحمل تكاليف كل العمليات التي يحتاج اليها وجهها ليعود الى نضارته وطبيعتـه..
وهنا . وقبل ان اتحدث عن الاستاذ البزاز وغيض كرمه وفيضه ، اقدم عمري ثمنا ، بإذن الله ، الى من يدلني على قائل عبارة : (شهادتي بك مجروحة ) وهويقصد هنا بان معرفته الوثيقة بصديقه ، تحتم عليه الإنحياز ، وتمنعه من ان يكون صادقا فيما يقول ! بمعنى انه لابد ان تشوب علاقته بصديقه شائبة ، لكي تكون صادقة ومتطابقة مع واقع الحال ! ان هذا القول من اعجب الاعاجيب في اللغة ولايقبل به جهابذة البصرة والكوفة وتلاميذتهم ومريدوهم ، المنطق يفترض انه كلما زادت المعرفة ، وتوطدت العلاقة كانت الانطباعات ايسر واكثر صدقا وشفافية . اليس خير الكلام ماقل ودل ، وكلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة ، على حد قول عمِنا ” الشنفرى ” وانا هنا اقول :لماذا يفضل البعض النظر من خلال ثقب المفتاح بينما الباب مفتوح على مصراعيه ! انه مجرد سؤال ! اتحدث اليوم ، ومن فضاء مفتوح عن الأستاذ سعد البزاز الإعلامي الذي لايشق له غبار ، وبشهادة موثقة ، سليمة الاركان كما يقال وغير مجروحة تشفع لها سنوات العمر التي لم تذهب هباء او ادراج الرياح كما يقال والحمد لله . ابتدأت لقاءاتنا منذ انعقاد مهرجان المربد الاول في البصرة في السبعينيات والذي ضم كبار الشعراء والمثقفين من ادباء العراق والعرب المرموقين ولم تنقطع اللقاءات والى اليوم وشهادتي هنا ” سر مهر ” لامجروحة ولامشخوطة وانما موثوقة حد قطع النفس ! إن الحديث عن سيرة البزاز الإعلامية يطول حقا ، لانه حديث متواصل وممتد وحافل .فهذا الموصللي المولد ، العراقي بامتياز لم يكن ليقبل ان يكون يوما على الهامش او جملة بلا نقاط ، انه خلق ليكون شيئا ذا قيمة وفاعلية وقد كان . كان يؤمن ومايزال بان الانسان بلا مالا يمكث في الارض ليس سوى رقم من الارقام الهامشية تنقل في العديد من المواقع الاعلامية والدبلوماسية ، وفي كل موقع كان له اثر وبصمة . كانت رسالته الاساس ان يكون مختلفا وقد كان له ذلك بفضل الله وتوفيقه لم تكن المناصب الاعلامية التي تولاها مجرد مواقع وظيفية للعمل وتمشية الامور بل كان حريصا على ان يترك اثرا وبصمة تشهدان له بالموهبة والحرص على حسن الأداء ولم تكن تلك المناصب فترات زمنية تجيء وتروح ! وانما كانت لبنات راسخة في ارث ثقافي واعلامي ممتد وكان هاجس الابداع هو همه اليومي منذ ان تولى المستشارية الصحفية للسفارة العراقية في لندن وادارة المركز الثقافي فيها والذي صار محطة للابداع والمبدعين العراقيين والعرب ، وحين تولى ادارة الدار الوطنية للنشر والاعلان اقام اوسع معرض للكتاب تشهده بغداد ” معرض الشرق الكبير ” وتواصلت مسيرته الابداعية في وكالة الانباء العراقية اذ حقق مع العاملين المتألقين فيها قفزات نوعية في علاقاتها مع الوكالات العربية والدولية
كان البزاز وفي كل مكان يكون فيه نقطة اشعاع وفنارا يضيء المسالك للابداع ففي المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون استطاع ان يحقق قفزة نوعية رغم سنوات الحصار التي شملت كل شيء تقريبا ، وجعل من شعار ” تلفزيون راق لشعب راق ” حقيقة شاخصة للعيان لجميع افراد العائلة العراقية ، وتم اصدار منهاج برامج الاذاعة والتلفزيون لثلاثة اشهر متكاملة ، وتوزيعه مع مجلة ” الف باء ” التي اسهمت بفاعلية في انجاح الفكرة ، وتم تحقيق تجربة ” البث المباشر ” بين مصر والاردن واليمن والعراق بتخصيص يوم لكل دولة تبث فيه برامجها من الافتتاح وحتى الختام وحين انتقل البزاز الى رئاسة تحرير جريدة ” الجمهورية ” سعى الى تحديثها وتغيير واقعها وتسلسل صفحاتها …. هل هذا كل شيء هل نسينا مؤلفاته الادبية والسياسية والفكرية ! وهو اليوم يدير وبنجاح مضطرد مؤسسة الشرقية الفضائية ويرأس تحرير جريدة الزمان بطبعتيها الدولية والعراقية وهو ماض بمنح جائزة ” قلادة الابداع الذهبية ” واسس “اكاديمية الشرقية للاعلام : واخيرا وليس آخرا بدأت “دار نشر البزاز ” باحتضان مؤلفات الكتاب العراقيين والعرب. هذا هو البزاز وهذا هو غيض من فيض ابداعاته وتألقه . كان يؤمن بالتغيير وليس في قاموسه كلمة ” مستحيل ” ان ما بدأه البزاز من طموحات و مشاريع اكبر من ان تحصره اشادة سريعة او استحسان عابر !