لم اكن متابعاً لكرة القدم ابداً منذ نشوئي، ولا رياضياً، عكس جميع افراد جيلي الذين كانوا يعشقون كرة القدم، ربما كان الأمر وراثياً، فوالدي كان كذلك، كنت اكره تلك المستديرة التي يلاحقها الجميع، وما زلت حتى الآن، ولا اتذكر يوماً انني خضت مباراة سوى واحدة كان دوري فيها حكماً عندما أجبرني معلم الرياضة على مشاركة التلاميذ، وحتى متابعة مباريات الدوري المحلي لم اكن اراها ولا المباريات العالمية، سوى مباراة العراق مع السعودية عندما اخذ العراق بطولة آسيا.
منذ ايام وانا الاحظ ضجة كبيرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي بإن دولة قطر ستستضيف على ارضها الصغيرة كأس العالم، كان الأمر مجرد خبر عابر لم اهتم له ابداً، في ليلة امس فوجئِت بإتصال احد الأصدقاء اسمه “مناف” ليدعونني لمشاهدة حفل الإفتتاح، طاوعته فيما طلب، وإذا بكرنفالٍ عارم، وكبير جداً، لا أستطيع وصف التنظيم كون الكلمات عاجزة عن الوصف، والحروف ترتجف خوفاً من ان تتسطر لتكون كلمات الوصف، ياله من إفتتاح أبهر العالم! والأفضل من ذلك هي اللغة العربية التي كانت سائدة عن جميع لغات العالم في الإفتتاح، أظن ان دوحة العرب قررت ان تصنع فتحاً عربياً إسلامياً جديداً، آيات دستورنا العربي، القرآن الكريم تلاحق مسامع الحاضرين، وكذلك أحاديث رسولنا الأعظم وقائد العرب، محمد (صلى الله عليه وسلم)، وتعاليم ديننا الحنيف كذلك، قطر تعلم العالم بالإسلام، وبسماحة الإسلام، وآذان يرفع امام الجميع، وكأن بلال الحبشي (رضي الله عنه) واقفاً ينادي الجميع بـ “اللهُ أكبر” ونظافة تعم المكان، ليعلم الجميع أن سمات الإسلام النظافة، فالنظافة من الأيمان، يتعاملون مع الحضور الأجانب وكأنهم صحابة، وأخلاق صحابة، فالرسول (صلى الله عليه وسلم) كان ليناً وجاء ليتمم مكارم الأخلاق.
قطر البقعة الصغيرة على الأرض، التي تفتقر للتأريخ، تصنع تأريخها الآن، وسيظل هذا الأفتتاح عالقاً في أذهان الجميع، ونبراساً يضيء للشرق الأوسط عامة، وللعرب خاصة، فكل شيء كان جميلاً ولطيفاً ولكن المنتخب القطري خيب الآمال، لو كان الإهتمام به كإهتمامهم بحفل الإفتتاح لكان هو من سيأخذ اللقب، ولكن للأسف برغم ما كان كل شيء على ما يرام، خيب آمالنا العنابي.