لن ينسى العرب تاريخ 22 نوفمبر عام 2022 وهو يوم الثلاثاء الذي حققت فيه السعودية الفوز على الارجنتين بـ(2-1) في نهائيات كاس العالم في قطر.
لم يتوقع اغلب المهتمين بكرة القدم العالمية والمتابعين للمونديال القطري ان تنتهي المباراة الاولى ضمن المجموعة الثالثة والتي جمعت الارجنتين (حاملة لقب المونديال لمرتين) والسعودية ، بخسارة راقصي التانغو اللذين كانوا بقيادة ميسي افضل لاعب بالعالم بالسنوات الماضية والذي هز الشباك السعودية من نقطة الجزاء فقط ولم تنجح محاولاته الاخرى بالتسجيل .
الخسارة والفوز ام محتم في الرياضة ، لكن فوز السعودية على الارجنتين اكدت ان لا كبير في عالم كرة القدم ، وان التاريخ والجغرافية والتحليل الكروي من الممكن ان تخطىء امام عزيمة فريق شاب بقيادة المدرب الفرنسي ريناد .
ان غرور بعض لاعبي كرة القدم من الممكن ان تتسبب لهم بمشاكل امام طموحات الفرق الاخرى التي ترغب بكاتبة اسمها بسجلات المونديال من خلال تحقيق الفوز على واحدة من الفرق المرشحة لنيل اللقب العالمي.
فوز السعودية لم يكن وليد الصدفة او من خلال المجاملات او تعاطف وتحيز الحكام او استغلال تقنية الفار لصالحهم ، بل كان من خلال اللعب والاداء الرجولي للفريق الاخضر الذي اعطى درساً ورسالة بان الكرة الآسيوية من الممكن ان تنافس بقية الفرق العالمية .
منذ سنين طويلة كان الاحباط والخسارات هي من تتصدر المشهد العربي في كل مكان ، لكنني اليوم شعرت بان العرب اصبحوا متوحدين على هدف واحد ، وسعداء لان كرة القدم والمونديال القطري جمعتهم وجعلتهم فخورين بالفريق السعودي الذي مثلهم خير تمثيل وحقق لهم فوزاً مهماً كانوا ينتظرونه منذ عقود طويلة ، مما جعل الافراح ترسم على وجوهنا من الخليج الى المحيط.
ان مباريات كرة القدم لم تعد منافسة بين فريق للحصول على نقاط الفوز ، بل انها تحولت الى اداة تسهم في زرع البسمة في وجوه الناس ، وتعطي لهم أمل بان القادم افضل .
ان تنظيم قطر للمونديال الحالي بشكل متميز ارسل اكثر من رسالة بان هذه الدول بالرغم من حداثتها وصغرها لكنها قادرة على صناعة التاريخ ، وان نظرية دول الخليج عبارة عن نفط وصحراء وجمال وحريم انتهت والى غير رجعة ، وحلت مكانها النظرية الجديدة بان المنطقة العربية هي مستقبل العالم نظراً لما تمتلكه من رؤية ومقومات وامكانيات متطورة تسهم في اسعاد البشرية.
نتمنى ان يكون الفوز الذي تحقق على الارجنتين البداية الحقيقية للفريق السعودي بعد ان تصدر المجموعة وان الفريق تنتظره مباراة مصيرية امام بولندا يوم السبت المقبل وعليه استغلالها بالشكل الصحيح والابتعاد عن الغرور والاداء السلبي لان تحقيق الفوز او التعادل يقرب الفريق من دور الـ16 ومواصلة المسيرة لاسيما وان احلام كل العرب باتت مرتبطة بهذا الفريق.
وننتظر ايضا من الفريق التونسي ان يحقق نتائج افضل في مباراته المقبلة امام استراليا السبت ، والامر نفسه مع شقيقة القطري الذي نتمنى ان يصحح مساره في مباراة غدا امام السنغال من اجل البقاء في دائرة المنافسة وكذلك الابقاء على زخم الحضوري الجماهيري ، لاننا نعرف ان منتخبات الدولة المضيفة للمونديال عندما تواصل المنافسة فان اغلب الجماهير والمتابعين يواصلون ترقب نتائج الفريق والعكس صحيح .
وللتذكير .. سبق لولي عهد السعودية الامير محمد بن سلمان ان استقبل الفريق السعودي قبل المونديال ، وطالب اللاعبين بأن يستمتعوا بالمباريات الثلاث امام الأرجنتين وبولندا والمكسيك ، وطالبهم بان يؤدوا المباريات من دون ضغوط نفسية يمكن أن تؤثر على أدائهم الطبيعي ، وذكرهم بصعوبة المجموعة الثالثة ، وبان لا احداً يتوقع ان تتعادل السعودية او تفوز بمباريات المونديال ، وعليه كونوا مرتاحين، والعبوا لعبكم واستمتعوا في البطولة .