اول خطاب سماوي بلغ للنبي محمد (ص ) كان يحمل كل معان العلم والتربية عبر مكنون سر مفردة : ( اقرأ ) التي تعاطى معها نبي الرحمة من عمق هذا المنطلق حيث اكد على أهمية العلم من المهد الى اللحد كواجب ينبغي ان يدركه ويسعى اليه كل مؤمن .. باعتباره وسيلة حياة ورقي حضارة فضلا عن حسن عاقبة المنتمين الى هذا الطابور الممتد من الخلق حتى القيامة ..
ثم تم نزول الوحي على صدر نبينا المبارك وعمل به كدستور دولة ومنهاج حياة فيه الكثير من امتداد ما بلغ به موسى وعيسى وبقية الأنبياء .. عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة واتم التسليم . ليُعلمنا ان هذا الكتاب هو سر حياة ووسيلة صدق وسفينة نجاة : (ومَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْء .. ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء .. )..
من هنا فان السماء تبلغ عبر وسائل وبمنهجها ان كل شيء موجود في القران الكريم .. وما على الامة وعلماؤها الا الاجتهاد في استنباط الاحكام واكتشاف القوانين والاسرار والعلوم .. كي تسهل الحياة وتتيسر بفضل تلك النعم والاسرار الإلهية التي حباها للانسان وامره بان يتحراها عبر العلم ويستكشفها وينعم بفضل تلك النعم الإلهية .
لطالما مررت اثناء عملي او بمناسبة معينة على بعض الجامعات والكليات والمؤسسات التي تحمل معنى وعنوان إسلامي كبير .. وهذا الواقع ينطبق أيضا على الدول العربية الأخرى .. لكني لم اسمع واجد من أولئك الطلبة او المدرسين او المحاضرين او الأساتذة في هذه الاكاديميات ممن يحملون اعلى الشهادات في علوم القران الاسهام باكتشافات علمية تيسر علينا عسر ما اوقعتنا به الحكومات والاجندات .. مع اننا كمؤمنين بالوحي والسماء والكتاب … نعي تماما ان الله حق ولا ينطق الا بالحق المبين .. وعلينا التبحر والتبصر في كتاب الله لنكتشف ونستخرج ونستنطق منه المعاني والعلوم التي يمكن لها ان تفتح لنا الكثير من عز الحياة ومباهجها المظلمة بسبب ظلم الانسان لاخيه الانسان ..
قبل عقود محددة توصل العالم الألماني الكبير انشتاين الى حقيقة علمية حولها الى نظرية عصرية جاء فيها : ( الإرتفاع في السماء يؤدي إلى إنعدام الهواء أكثر فأكثر ، حتى الإختناق ) .. هذه الحقيقة العلمية التي روج لها وسلط الضوء عليها ونسبت للاخر هي مكتشفة مبلغة من قبل السماء قبل 1400 سنة بصراحة ويسر اذ جاء بكتاب الله العزيز : ( يجعَل صدرَهُ ضيّقاً حرجاً كأنّما يصعَّدُ في السّماء) . فيما توصل العالم الأمريكي أدوين هابل واثبت عبر الأدلة : ( ان الكون يتَّسِع باستمرار وحجمه يزداد ) .. فيما هذه الحقيقة قرآنية بحتة جاءت بين طيات الكتاب الكريم : ( والسماءَ بنينـاها بأيْيدٍ وإنّا لمُوسِعون) ..
كم اخجل حينما اسمع بعضهم يتحدث متبجحا بانه برفسور بعلوم القران وتطلق عليه الألقاب ويمنح الشهادات … فيما هو لا يفقه ولا يعلم الا حفظ بعض السور والايات والاحاديث الشريفة التي كانوا يحفظونها في الصف الاول ابتدائي .. وكم أتمنى من مناهج التربية والتعليم سيما التعليم العالي المتخصص منه ان ينتبهوا لهذه الحقائق ويغيروا المناهج والأساليب … بما يمكن ان نستلهمه من عبر السماء ومنطقها بما به خير اهل الأرض .. ليس بالعبادات فقط بل ان المعاملات الاجتماعية اليومية تحتاج الكثير مما ينقصنا برغم أعلان اسلامنا بل وأيماننا .