قد لا نتفق على مستوى الصراحة التي تحدث بها السيد نوري المالكي في لقائه الأخير حول الحكومة ومخاض ولادتها وقرارتها الأولى..
إذ أرى إن هذه الصراحة مطلوبة وضرورية جداً “هذه وجهة نظري” ويرى آخرون إن هذه الصراحة ليست في محلها وقد تسبب في بعض الإرباك المبكر غير المحبذ لحكومة الرئيس السوداني “هذه وجهة نظرهم” وهي محترمة جداً.
السيد المالكي رجل واضح “نسبياً” وأحدى أبرز خصاله المحمودة صراحته المعهودة..
هو مع قوة القرار والثبات عليه خصوصاً عندما يكون القرار جماعياً على إعتبار “جماعية” الحكومة التي لا تمثل “دولة” الرئيس محمد شياع السوداني لوحده.
العراقيون بأمس الحاجة إلى الأحاديث الواضحة والصريحة..
ليسوا بحاجة إلى لغة الطلاسم..
الغموض، التورية، إخفاء الحقيقة لا يروق للعراقيين في وقت أصبحت فيه الحقيقة شحيحة جداً.
“دولة” الرئيس محمد شياع السوداني أمام تحديات كثيرة جداً تحتاج أكثر ما تحتاج إلى:
١. القرار القوي..
٢. الثبات على هذا القرار في كل الأحوال..
وهذا لا يكون إلا بظهير قوي وهو موجود ومتمثل بالإطار التتسيقي وقواه السياسية الكريمة.
القرار غير القوي وعدم الثبات عليه سوف يتسبب -لا سامح الله- بإخفاقات ستعود بالضرر على الناس وبالتالي فإن ذلك لن يطيل من عمر هذه الحكومة والعياذ بالله..
لا توجد جهة واحدة في مركب العراق الذي يسير في بحر امواج متلاطمة وبالتالي فإن تعدد الجهات يُلزمها جميعاً بالتفاهم الدائم والتنسيق المستمر لكي يسير المركب إلى وجهته الصحيحة بالطريقة الصحيحة.
الإختلاف أمر طبيعي بين الشركاء وقد يكون مطلوباً شريطة أن لا يؤدي إلى الخلاف..
ويجب على العقلاء لا سيما في اللحظات الفارقة أن لا ترتفع إختلافاتهم إلى مستوى الخلافات لأن ذلك سيكون خراباً ودماراً وضياعاً.
وأُكرر بأني مع أن يطلع الناس على الحقيقة كاملة في وقت ضياع الحقيقة.