من النادر ان تجد بائعا متجولا في الأزقة والشوارع لا ينادي بصوت مرتفع ليعلن عن بضاعته أو عن قدومه !!
تبديل الملابس القديمة بالفرفوزي واحدة من الحالات التي لا يرافقها نداء وهي تختلف تماما عن مهنة : العِنده عتيگ للبيع !!
كان الزنبيل المصنوع من خوص السعف والمبطن بالقماش السميك هو الحاوية المثالية لحفظ اواني الطعام الفخارية او الصينية والتي نطلق عليها نحن اهل العراق : الفرفوري !! ولم يكن مروره في الشارع يوميا بل كان يختار مواسم محددة مثل بداية الشتاء او نهايته او بعض ايام الجمع ، حيث يكون لدى ربات البيوت بعض قطع الملابس أو الأحذية التي انتفت الحاجة إليها بسبب التقادم أو تغير القياس والحجم ليتم التفاوض مع أبو الفرفوري حول استبدالها بكاسة للشوربة او بلم للتمن او ماعون للمرگة او ربما قوري !!
وفي النهاية فأن التخلص من الملابس الفائضة كان يدخل ضمن عملية تبادل تجاري نافعة ومجدية !!!
كذلك من النادر ان يحتفظ الإنسان بقطعة ملابس لفترة زمنية طويلة وذلك يعود الى الاستهلاك والتقادم وتغير المودة اضافة الى تغير قياسات الانسان مع العمر !!
الروب المقفل كان فقرة من فقرات هدية زواجي ، حيث جرت العادة ان يقوم أهل العريس بتقديم مايعرف بالملافيف للعروسة ، ويهدي أهل العروسة قاط وساعة وبجامة للعريس !!
صباحا كانت گرصة البرد حافزاً مشجعاً لإخراج روبي المقفل الذي جاوز عمره ثلاثة عقود ومازل يمنحني دفئا حنينا يجعلني أتمسك به لكل السنين القادمات وعدم استبداله بكل قطع الفرفوري التي يحملها ذلك الزنبيل !!
للقهوة طعم أطيب حين يلفني ذلك الروب العتيد !! صبحكم الله بالخير والعافية