تتعدد المجالات الدراسية وتتنوع بجميع نواحيها سواءً بوسائلها التعليمية او طبيعتها الدراسية او بمادتها العلمية، وينتج عن ذلك تنوع في المستويات العلمية للطلبة منذُ مراحلها الدراسية الاولى وصولاً الى نهايتها.

لذلك فأن للآلية التعليمية الاثر الاكبر في نتاجاتها النهائية، واحياناً يكون هناك فارق بين نتائج المدارس الاهلية عن مثيلتها الحكومية، فقد تتفوق الاولى على الاخيرة لأسباب متعددة ولعل اهمها هو الكيفية التي يتم فيها اختيار الاساتذة واستقطاب الاجدر منهم مع ترك مساحه لهم واسعة في الابداع من اجل تحقيق نسب نجاح عالية قد تساهم في تحفيز الاهالي الراغبين بمستويات عالية لأبنائهم وبالتالي زيادة مواردها المالية.وبطبيعة الحال فأن التعليم الاهلي والمدارس الخاصة تصعب على الكثير من ذوي الدخل المحدود والتي نسبتهم الاعلى دائماً، وهكذا الحال بالنسبة للجامعات الاهلية.. وهنا تكمن العبارات؟! فقد اصبح من الصعب جداً القبول في المجموعة الطبية وكذا الحال الهندسة بسبب المعدلات العالية المطلوبة للقبول فيها. ويبقى الغموض يهيمن على هذه الاجواء والتي تتحطم عندها آمال الطلبة المتخرجين من الصف السادس والتي تنعكس سلباً على عوائلهم الذين يتمنون لأبنائهم كليات بمستوى عال.

عوائل مترفة

.على الجانب الاخر ينعم ابناء العوائل المترفة بما يتمنونه من كليات وحسب الطلب ليتمتعوا بسنوات الرخاء والرفاهية والنجاح المضمون في الجامعات الاهلية بأجواء يدخل الترف والدلال ضمن برنامجهم الترفيهي (بفلوسهم)، ومعدلات اقل بكثير عن مثيلتها في الحكومية وبالتالي يتخرج الطالب المجد من كلية حكومية بسيطة ويتخرج بعض الفاشلين الذين دخلت (المعجزات المالية) في نجاحهم بمعدل بسيط ليتخرج من كلية اهلية قد تكون من المجموعة الطبية ليكون طبيب اختصاص يعالج المرضى فما هي النتيجة؟!هذا الحال فعلاً وبدون رتوش. اضافة الى عملية الاستنزاف للطاقات العلمية والخبرات الاكاديمية من قبل الجامعات الاهلية بسبب الرواتب العالية، وخصوصيه اكبر ومجال ابداعي أوسع، لنأتي الى مرحلة أخرى كبيرة بقيمتها الا وهي الدراسات العليا فهذه الدراسة الكبيرة بمعناها والواسعة بنتائجها كونها تُمثل القيمة العلمية لمجتمع واعً ومثقف ان اتُقن الحصول على مثل هذه الشهادات، ولكن اليوم اصبح من اليُسر الحصول عليها مقابل أجور عالية مع سفرات ترفيهية تتخللها ليالٍ حمراء وجلسات غنائية على انغام شرقية وهدايا قيمة بالكرم العراقي الأصيل مقابل افواه مفتوحة ولعاب يسيل لهذا البذخ ومبالغ كبيرة تُدفع لجامعات خارج العراق بعضها تفتقد لابسط مقومات الرصانة العلمية لتمنح شهادات تجارية يتحير الحاصلين عليها بكيفية كتابة (هذا او هاذا) و (ضمن او ظمن) ليتساوى في الختام مع من درس وجدَ وسهر الليالي ليستمر معها الانهيار العلمي والثقافي والتأسيس لشبكات تساهم في تدني الجانب التدريسي والاكاديمي. فالعلم نور والجهل ظلام وبالعلم ترتقي الأمم.

{ لواء مساعد دكتور

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *