عندما اختلفَ أبناءُ الملكِ البابليِّ في إدارةِ المملكةِ، قامَ الملكُ بدعوتِهِم إلى ساحةِ القصرِ الكبيرةِ،
وقال الملكُ لأبنائه: الدليلُ في وصفِ الفيلِ.
في اليوم التالي حضرَ الملكُ و أبناؤهُ و مستشاروهُ إلى الساحة و كانَ فيها فيلٌ ضخمٌ…
تمَّ إدخالُ ثلاثةٍ من العميانِ في الساحةِ بقربُ الفيلِ الضَّخمِ و طلبَ منهم أن​ ​يكتشفوا ما هو الفيل ليقوموا بوصفِهِ!!.
​بدأ فاقدو البصرِ في تحسُّسِ الفيلِ و خرجَ كلٌّ منهم ليبدأَ في الوصف​ِ،
​قال الأولُ: الفيلُ هو أربعةُ عِمدانٍ على الأرض​ِ!
​وقال الثاني: الفيلُ يشبهُ الثُّعبانَ تمامًا!​
​وقال الثالثُ: الفيلُ يشبهُ المكنسة​َ!
و حين وجدوا أنهم مختلفينَ، بدأوا في الشِّجارِ و تمسِّكَ كلٌّ منهم برأيهِ وراحوا يتجادلونَ و يتَّهِمُ كلٌّ منهم الآخرَ أنَّهُ كاذبٌ و مُدَّعٍ..
بالتأكيد أنَّ الأولَ أمسكَ بأرجُلِ الفيلِ، والثاني بخرطومِهِ، و الثالثُ بذيلِهِ.. و كلٌّ منهم كان يعتمدُ على برمجتِهِ و تجارِبِهِ السابقةِ..
لكن هل التفتَوا إلى تجاربِ الآخرين​َ؟
و مَن منهم على كانَ على خطأٍ؟، بالتأكيد لم يكُن أحدهم يكذِبُ!!!!..
قال الملكُ: *إنَ الكثيرينَ منَّا لا يستوعبون فكرةَ أنَّ للحقيقةِ أكثرَ من وَجهٍ، فحينَ نختلفُ لا يعني هذا أنَّ أحدَنا على خطأٍ*
قد نكونُ جميعُنا على صوابٍ لكنَّ *كلًّا منَّا يرى مالا يراهُ الآخَرُ*
لا داعيَ لممارسةِ مفهومِ *إنْ لم تكُن معنا فأنتَ ضِدَّنا*
لأنَّ أصحابَها لا يستوعبونَ فكرةَ أنَّ رأيَنا هو الصحيحُ لا لشيءٍ إلا مجرَّد أنهُ رأينا المخالف لرأيهم.
لا تعتمد على نظرتِكَ وحدكَ للأمورِ فلا بدَّ من أن تستفيدَ من آراءِ النَّاس لأنَّ *كلًّا منهم يرى ما لا تراهُ* رأيهم الذي قد يكون صحيحًا أو على الأقلِّ مفيدًا لكَ.
*أقولُ:*
على السياسيِّينَ في العراقِ أنْ يفهموا حقيقةَ الاختبارِ (الدليلُ في وصف الفيل)..
و كما قالَ الشافعيُّ (رحمه الله تعالى):
*رأيي صحيحٌ يحتملُ الخطأَ و رأيُ غيري خطأٌ يحتملُ الصَّوابَ.*

ربَّنا لا تُزِغ قلوبَنا..
و لا تفضَح عيوبَنا..

البروفيسور د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *